منتدى صداقة سوفت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى صداقة سوفت

نورت منتديات صداقة سوفت ياآ ~ زائر ~ إن شاء الله تكون بألف خير وعاآفية ... نحن نناضل لبناء مجتمع تعمه معاني الصداقة والأخوة المعمقة بالحب والود
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

"ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا" ***
يُنصَبُ حول العرش يوم القيامة منابِر من نور عليها قوم لباسهم من نور ووجوههم نورليْسُوا بأنبياء ولا شهداء....يغبِطهم الانبياء والشهداء...هم المتحابون في الله على غير انساب بينهم ولا أموال يتعاطونها .



 

 الغرب و مدنه السبع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
nasser
صديق برونزي
صديق برونزي
nasser


البلد : الجزائر
عدد المساهمات عدد المساهمات : 1221
الجنس : ذكر
نقاط : 2804
السمعة السمعة : 19
العمر : 37

الغرب و مدنه السبع Empty
مُساهمةموضوع: الغرب و مدنه السبع   الغرب و مدنه السبع Emptyالأربعاء ديسمبر 12 2012, 16:46



الغرب و مدنه السبع 13166539613
الغرب و مدنه السبع 1277301085
الغرب و مدنه السبع F7







الغرب و مدنه السبع 18-4fcca34cdc963
لقد ظهر الغرب بشكله الأولي مع بداية انهيار روما البيزنطية، ودخوله عصر النهضة والثورة الصناعية، فشكَّل بالتفافه على الشرق حدوة الفرس أو الكماشة من الأعلى وإلى الأسفل، أي من الشمال على كامل الجنوب شرقاً وغرباً، متمرداً على كامل النظم التي اتبعها الشرق الروحي وقوانينه الدينية، أسطورة كانت أم وضعية أم سماوية، وغايته تحقيق الرخاء لشعوبه، فأنجز نظم الحكم السياسية والاقتصادية والاجتماعية القوية، حيث اكتسب خلاصات وعصارات الفكر الإنساني الروحي والإبداعي المنجز للحضارات المنتهية، فنَحَت تمثاله وترك كامل النظم الدينية تتقوقع على ذاتها ولاهثة خلفه، لا تستطيع إدراك ما أدركه بكون الهوة عميقة بينه وبينها، راسماً صورة الليبرالي العلماني، مبتعداً عن تلك الدينية المنغلقة، بدأ من باريس ومرّ بلندن وبرلين ذاهباً إلى واشنطن، متابعاً مسيره من خلف الكرة الأرضية، حيث يصل إلى طوكيو وموسكو وبكين، فيكتمل شكله النهائي، وترتسم صورته من خلال الحداثة، وفرضه ثقافة الاستهلاك، واقتسام هذه المدن المتشكل منها بكامل جغرافية العالم، من أجل حياته واستمراره، وأثناء سيرنا في بحثنا هذا سنجد أن هذه المدن المتشكلة لا روح فيها ولا طاقة، إنما صور بصرية جذابة سريعة، تمثّل ثقافة حضور النيزك المبهر أثناء مروره، تحمل غايات إلهاء الفكر الإنساني وإنهائه أمام فكر المادة الحامل لصفتي الاستغلال والاستهلاك، -لنتأمل هذا- ليوقع الشرق بكامله في قبضته، وأقصد به أوروبا التي توقفت بها الحضارات عند روما، لننطلق إليه نمرُّ من خلاله على لندن- وباريس- وبرلين- وموسكو، وبعده ننطلق إلى غرب الغرب واشنطن، ومن ثم الغرب الذي أبعد من واشنطن، نلتف به لنصل إلى طوكيو، وعليه نتوقف عند غروب كامل حضارات المدن السبع التي ذكرناها، وكيف أن الغروب، أي (الأفول) ليس لإشراقاتها فقط وإنما كيف أرخى ظلاله على كافة المدن الغربية لعدة قرون، حيث سادها نوع من الظلام الفكري، فعادت إليه الخرافات وسلطة الدين بأبشع صورها، كوسيط بين البشر والإله، معيدة الدور بحثاً وتفتيشاً عن ذاتها ووجودها الذي مارست خلاله الزهد في الدنيا، والتضرع إلى الآخرة، حدث هذا كله في العصور الوسطى التي بدأت من القرن الخامس الميلادي، واستمرت حتى القرن الخامس عشر الميلادي والتي اتجهت إليها أوروبا منذ سقوط الإمبراطورية الرومانية وبداية عصر النهضة، هذا التسلط الديني الذي استند في سلطته إلى الإرث الديني والقانون الروماني القديم، وأنجزت في هذه المرحلة صكوك الغفران والتي استلبت بها الكنيسة أملاك وأرزاق الشعوب الأوروبية، كوسيط إلهي تبيع الجنة ومن لا يشترِ تتوعده بالنار، ومعه حاربت من خلال هذا الذي امتلكته الفكر العلمي والفلسفي، وأطلقت يد الإقطاع وصلاحيات المالكين الكبار للإقطاعيات، مما أدى إلى ظهور جغرافية جديدة تقسم أوروبا وبفروق سياسية كبيرة، والتي أحدثت شرخاً بين السلطة الدينية المتمتعة باللغة اللاتينية وشعوب أوروبا التي تحاول استعادة لغاتها، وهذا ما أثر في ظهور العلمانية الجديدة التي نادت بفصل الدين عن الدولة، وحصره ضمن الكنائس للاتجاه إلى الفكر العلمي والإبداع كي ينجز حاجة التطور.
إن الضغط الديني الذي مارسه رجال الكنائس في تلك الحقبة، أنجز فيها إثارة المطامع والشهوات، والخوف والفقر والجهل، واضطراب الأمن والقسوة والقذارة، وتفشي الأمراض والظلم وانتهاز الفرص، والتعصب ومحاكم التفتيش، كل هذا أدى إلى سكون استثنائي دام لعشرة قرون، أي حتى سقوط بيزنطة (مدينة القسطنطينية) على يد العثمانيين عام 1453م، هذا السقوط الذي أدى بدوره إلى رحيل الرومان بالكامل عنها، ونهب ما احتوته من تراث فارسي وفينيقي وإغريقي يوناني وعربي إسلامي، ووضعه في خزائن روما لينهل منها القادمون، مؤسسين لعصر النهضة والذي شكل بداية عصور النهضة الحديثة، بين القرن الرابع والسادس عشر فسادت أوروبا كلها ثقافة رائعة، وظهر معها ليوناردو دافنشي ومايكل أنجلو ومكيافيلي، وانتشر الاستكشاف شرقاً وغرباً مع كريستوفر كولومبس وفاسكو دي غاما، استعاد العقل معها التكوين الحديث ليطرح من جديد ثقافة المثل العليا، مانحاً للفنون فرص الظهور بمختلف أشكاله، مجسداً إياها في العمارة والنحت والموسيقا والرسم والمسرح، والآداب والعلوم والتعبير والأبحاث، كما رافقت كل ذلك متغيرات هائلة في كافة صنوف الحياة الدينية والاجتماعية، والاقتصادية والسياسية، وبدأ تجذر هذه الثقافة التي امتدت إلى باريس ولندن، ومدريد، وبرلين، وموسكو، وأمستردام، يثمر في جميع أنحاء أوروبا مع بدايات وصول المستكشفين والمستشرقين، الذين جمعوا صناعات العالم برمته بعد اكتشافهم لجغرافية الكرة الأرضية، من أمريكا حتى الهند والصين، وإقيانوسيا والقطبين الشمالي والجنوبي، هذا ساعد على ظهور عقل يحمل فكراً جديداً متطوراً متنوراً، لا يمتلك المادة؛ بل امتلك الغنى الفكري الذي به سيطر على كامل شعوب الأرض، وأمّن له المادة التي يحتاجها كي يطلق ثورته الصناعية الكبرى، بعد أن أنجز الثورة الثقافية وعلى كل المحاور.
أوروبا التي عاشت لعشرة قرون من الظلمات، عاشت فيها ثقافة الفحم الحجري والزيت الذي تضيء به ضوءها الخافت المتناسب معها، تنهض من فكرها الذي لم تمتلك غيره، لتنعش آمالها وتأخذ موقعها على وجه البسيطة، وتحقق من خلال تجارتها التي أعطت لها رخاءً اقتصادياً هائلاً، وخلّصها من نظام الإقطاع ولغة رجال الدين اللاتينية، لتتكلم بلغاتها القومية كالألمانية والفرنسية والإنكليزية، كما أنهم تفهموا لغات العرب والفرس والهند والصين، واستفادوا من علومهم التي كانت تعيش عليها تلك الشعوب، حيث حملوها معهم بعد أن كانت الحروب الصليبية التي حملت معها الكثير من المفاهيم إلى أوروبا، فترجمت الكتب في الجبر والكيمياء، والطب والفلسفة، وعرفت أماكن تواجد الذهب والفضة والحديد والنحاس والأخشاب، كل هذا أدى إلى إحياء الدراسات للتاريخ القديم، والتشجيع عليه واستيعابه من أجل إذكاء وإنماء الروح القومية الأوروبية بتقسيماتها.
لم يكن بالأمر السهل العودة إلى الفكر المنطقي السليم، وامتلاك العلم وتشكيل الصورة الثقافية التي أبقتها الكنيسة برجالاتها حكراً عليها طيلة عصور الانحطاط، حيث تحكَّم رجال الدين بالفكر الإنساني الأوروبي، وكل من يخرج عن سلطتهم اتهم بالكفر والهرطقة، فسحق وسحل وقتل وحرق، من خلال خضوعه لسلطة محاكمات الكنيسة.
لم يفقد مفكرو أوروبا والباحثون الأمل في قيامتها من جديد، فالإصرار كان عظيماً على حصر المفاهيم الكنسية وقوانينها ضمن أسوارها، لا بل تفكروا بأكثر من ذلك، حيث أخذ بهم الوضع السائد إلى تدمير البناء الإيماني بشكل كامل، من أجل الخروج من عنق الزجاجة الدينية، خوفاً من العودة إلى العقل الديني الذي يتصارع دائماً مع العقل العلمي، هذا الخوف يرافق جميع الأمم الباحثة عن التطور، فلا بد في علم المنطق من أن يتنازل واحد منهما للآخر، كما أن الصراع الدائم بينهما ينجب الخوف من دخول العقل عصر الأزمة، فيصوم عن كل شيء لتهيم الأمم على وجهها دون إنتاج في أي محور من محاور الحياة، وهذا يعني الدوران في الفراغ، من كل ذلك تجاوزت أوروبا الغربية الموروث الديني بعد أن أدرك مفكروها قيمة وقوة العلم والفلسفة، تاركين للدين مسؤولية تعزيز السلوك الإنساني، ومنظومة الأخلاق كرابطة اجتماعية تحافظ على قيم المجتمع، وصورته الهرمية، حيث تمنعه من الانفلات.
حقيقة فهمتها أوروبا بعد أن تاهت لقرون عديدة من الزمان، تعاملت معها بقوة خلق الشخصية الثقافية التي حولتها إلى مجتمعات صناعية كبرى، صدرت من خلال تحويل أزماتها الدينية إلى العوالم الأخرى في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية؛ التي أطلقت عليها فيما بعد دول العالم المتخلف أو الثالث أو النامي، وأنجبت بداخله صراعات الأديان الثلاثة، لا بل أكثر من ذلك عززت الانقسام في كل دين إلى طوائف ومذاهب وشيع، وجذّّرت الخلافات وهيأتها لتكون جاهزة في أي لحظة من خلال شرارة صغيرة ترميها بينهم، كما أنها من خلال تعزيزها لفلسفات الدين واجتهاداته في تلك المناطق تهيأ لها فرصة ذهبية، في إنشاء مجتمعات استهلاكية كبرى لثورتها الصناعية القادمة، وموارد هائلة من المواد الخام، متوفرة ضمن هذه المناطق، من نحاس وحديد وذهب وألماس وفوسفات، وفيما بعد اليورانيوم والنفط، إضافة لنهب العقول المتوفرة في تلك البلدان والمناطق، هذا التعزيز احتاج لقوى ووسائط عسكرية كبرى، بعد أن تم اكتشافها، واقتضى أيضاً تفاهمات عميقة تنهي جميع الخلافات بين الدول الأوروبية من أجل نجاح ثورتها الصناعية، والتي بدأت تأخذ وجودها الحقيقي من خلال الحاجة إلى الميكنة الزراعية التي كانت نواة التطور الصناعي الهائل.
الاستعراض الذي نحن بصدده والذي تكمن به عناصر الإثارة الفكرية، والتبحّر فيما كانت عليه مدن المادة السبع والتي تحولت من خلاله إلى القوة العظمى، سؤال مهم أطرحه: لماذا المدن المنجبة للعلاقات الروحية بعد أن أنجزت حضارات روحية هائلة وأفَلَت، أي أنها لم تستطع خلق التناغم مع العلوم المادية، لتتخلف وتحافظ حتى اللحظة على تخلّفها بإرادتها الطبيعية، لم تستطع أن تقدّم لحياة البشرية أي إضافة وتطور؟، بينما نجد مدن المادة تتطور مع كل يوم جديد، بدءاً من عصر النهضة مروراً بالثورة الصناعية، وحتى اللحظة التي أكتب بها مخطوطي هذا، لماذا؟ سؤال يحتاج منا إلى التحليل، ويعيدنا للتعمق أكثر في ذلك التطور الفكري أثناء عصر النهضة، والذي أسس لظهور الثورة الصناعية واستمرار حضورها من صناعة الميكنة الزراعية إلى احتياجات الوسائط المدنية، التي تقرب العالم بعضه من بعض، وتجعله قرية صغيرة تصل شوارعه ببعضها، مختصرة زمناً كان يحتاج لسنين كثيرة للوصول إليه، من إنجازاتها السيارة والطائرة والغواصة والصواريخ العابرة للقارات، وأدوات الاتصال والتواصل، ومن الإبرة حتى الذرة، مروراً بينهما بكافة الاحتياجات التي تقدم إلى العالم الأول أولاً، ومن ثم إلى العالم الثالث ثانياً، وأيضاً أنجبت مفهوماً زرعته وتحصد نتائجه حتى اللحظة؛ ألا وهو (دعنا نفكر عنك، نحن نخطط نحن نبرمج نحن نوجّه، وعليك الاستفادة من النتائج المنتهية، فقط ابحث والهث خلف قوتك اليومي، مارس الجنس وكلما تنامى مالك واكتنز، تعال إلى العالم الأول نؤمّن لك عليه، وستجد لدينا سبل تحقيق السعادة).
لماذا سؤال آخر أطرحه بقوة للمستفيدين، مدن الروح السبع بعد أن أشرقت وأفل إشراقها ليبقى الأفول يلازمها، أؤكد على أن مدن المادة مسؤولة في نظامها العالمي عن التحكم في كامل نظم مجتمعات دول العالم الثالث السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وحتى الدينية، لا يمكنني إلا أن أكون صريحاً وواضحاً عند استعراضي لهذه المسائل، ودخولي على مدن المادة، إن عصر النهضة الذي شكَّل ثورة فكرية في أوروبا، مسؤول عن بقاء التخلف في كافة مناطق دول العالم الثالث، لماذا أجبت عليه فلكم أن تحللوا ما مررنا به.
إن أقدم مدينة أوروبية من باريس إلى موسكو، مروراً بلندن وبرلين، حتى نصل واشنطن وطوكيو، ونستقر في بكين- حيث بزغ الشرق الأول- هي المستثناة من العمر الزمني لمدن المادة، لم يتجاوز عمر أي منها ثلاثمئة عام في الحداثة الناشئة، وتتفاخر دول العالم الثالث من روما مروراً بأثينا، وطيبة، ودمشق، والقدس، ومكة، وأور، بعمر ناهز آلافاً مؤلفة من السنين، إن سانت بطرسبرغ هي أقدم مدينة حديثة في أوروبا، ظهرت للوجود وعمرها اليوم ثلاثمئة عام، وهي من نتاج عصر النهضة، ولم تمتلك تأثيراً كالذي حققته لندن، وباريس، وبرلين، وواشنطن، وطوكيو، ومن ثم موسكو، والصين.
أبدأ من باريس موحّدة فرنسا ومركزها الجامع، والتي يعود اسمها إلى قبيلة كلتية جرمانية، حيث نمت وترعرعت على نهر السين؛ كجزء صغير جداً من الإمبراطورية الرومانية، حينما بدأ انحلال عصر الرومان الذهبي في القرن الخامس الميلادي؛ انتشر الفرنكيون ووصلوا إلى شمال باريس الرومانية، وانتصروا على جيوش روما بقيادة أئسيوس، ثم حكم بعد ميروفيوس من سلالة ميروفنجية، حيث غدت باريس في القرن الخامس الميلادي عاصمة الملوك الميروفنجيين، وفي عام 845 م أغار عليها الفايكنج، كما خرّبها الشماليون (النورديون) في القرن التاسع، ومع إعلان «هيو كابت» كونت باريس ملكاً على فرنسا 936 م أصبحت باريس عاصمة قومية، وازدهرت كمركز تجاري وثقافي حتى العصور الوسطى، 1120م تم تأسيس جامعة باريس، احتلها الإنكليز 1420– 1436م، بعد حرب مئة العام، حملت باريس اسم مدينة النور بكونها أول مدينة تضاء طرقاتها بمصابيح تعمل بالكيروسين في كامل أوربا، كان ذلك في عام 1828م، وشعارها قوس النصر والشانزلزيه وشارع البيغال، حيث قَدَر نساء العالم أن تحلم بممارسة الجنس فيها، وبرج إيفل الذي صممه (غوستاف إيفل) عام 1889، والذي أبدع أيضاً تمثال الحرية والذي غدا فيما بعد شعار أميركا، وكنيسة نوتردام بناها الملك شيلدبرت الأول ملك الفرنجة وذلك عام 528م، وأصبحت كاتدرائية مدينة باريس في القرن العاشر، كما تمتعت بروح الثورة أثناء الحرب الأهلية بزعامة أتين مارسيل 1358م، وقاومت هنري الرابع 1590م والفروند الأول، وثوراتها العديدة من 1789حتى 1848م، كما أن كومونة باريس 1871م والتي تعتبر أول ثورة اشتراكية في العصر الحديث، استولت على السلطة في فرنسا لمدة شهرين، هي التي قامت بتعديل العلم الفرنسي إلى العلم الأحمر، وقدمت إصلاحات خلال الشهرين اللذين حكمت فيهما مثل: فصل الدين عن الدولة، وإلغاء العمل الليلي، ومنع الغرامات والضرائب المفروضة على أجور العمال، وشغّلت المعامل بعد النكسة الاقتصادية الهائلة التي أصابت أوروبا، سقطت الثورة بعد مجازر دموية، واعتبرت شرارة ثورة لينين الاشتراكية الكبرى، وأسست من خلالها أول حركة نقابية وعمالية يسارية، احتلها الألمان من 1940 حتى 1944م.
ننطلق من باريس عبر نفق المانش لندخل إلى لندن عاصمة المملكة المتحدة البريطانية العظمى، راسمة خط طول غرينتش الذي تحسب منه نقطة الصفر الزمني، وتحرك الزمن على خطوط طول العالم شرقاً وغرباً، والذي به أيضاً قسّم العالم إلى شرق وغرب، أطلق عليها هذا الاسم (لندن) بحلول عام 900م، ويعتقد أن الملك لورد هو الذي أطلق الاسم على المنطقة التي تقع بها لندن اليوم، حيث كان اسمها كاري لود ثم إلى كاري لودين، وبعدها اختصر إلى لودين الذي تطور إلى لندن، وهذا الاسم مشتق من الويليزية الحديثة، وتعني القرية أو بناء في بستان، وأيضاً اشتق من الواقع الجغرافي للمدينة من كلمة جلوين دين، وتعني مدينة الوادي، عاصمة جمعت إنجلترا واسكتلندا وويلز (بلاد الغال) وأيرلندا الشمالية، حيث تمت الوحدة النهائية في المرة الأولى عام 1536م ومن ثم 1707م حيث توحدت اسكتلندا وإنجلترا. إن لندن عاصمة المملكة المتحدة أنشئت عام 43 م على يد جيوش الإمبراطورية الرومانية مؤسسة لها ليحكمها الرومان حتى القرن الخامس الميلادي، حيث تركت ليحكمها أهلها التي أنجبت أول قوة صناعية وبحرية سادت العالم في القرن التاسع عشر، وطورت معها أول ديمقراطية برلمانية ظهرت على سطح الكرة الأرضية في العصر الحديث، بسطت سيطرتها على أرض شكلت ربع مساحة العالم المأهول، شهدت العصر الذهبي من خلال انتشار حرية العلوم والآداب فيها، وتعتبر لندن عنكبوت السياسة العالمية وأخطبوطها، ومن خلال سيطرتها على العالم فهمت طباع شعوب الأرض ومكامن قوتهم وضعفهم، وفي حقيقة الأمر هي صاحبة الفضل في تأسيس أمريكا، من خلال خليط مواطنيها الذين هاجروا إلى أمريكا ليؤسسوا الولايات المتحدة الأمريكية عام 1776م، بعد الحروب الأهلية، والإعلان الشهير بقيام الولايات المتحدة الأمريكية، التي كان عددها 13 ولاية، ومعظم سكان أمريكا في ذلك الوقت هم من المهاجرين الإنكليز، والاسكتلنديين، والأيرلنديين، الذين حملوا طباع لندن البريطانية العظمى، مؤسسين لدولة ما وراء البحار، لذلك تعتبر لندن بريطانيا الأم الرؤوم، والمرضعة الحقيقية للبناء الأمريكي، في 1837م وصلت فكتوريا وهي في سن 18 إلى حكم بريطانيا، حيث ملكت على عرشها، وأحدث حضورها تغيُّر مجموعة من القوانين، وفي عهدها الذي طال حتى 1900 ميلادي، أصدرت خلاله دستور الشعب، وكان من أبرز بنوده حق الاقتراع العام والانتخابات النيابية السنوية، وكثير من تشريعاتها مازالت سائدة حتى اليوم، كما ولدت قوة القانون فيها من خلال إصدار قوانين صارمة محقة يخضع الجميع لمبادئها، لم تعرف لندن مثلها مثل باريس وبرلين وموسكو والشمال الأوروبي والغربي أية حضارة سابقة، ولم يذكرها التاريخ حتى اليوم إلا من خلال قبائل صغيرة اعتاشت من بعض الثمار وبدائية الصيد، ففي الوقت الذي كانت تنهض حضارات وتشمخ بأوابدها، كانت تتشكل بدايات أمم أوروبا الغربية والشمالية، وحتى ثقافة الفروسية لم تكن لتُعرف لولا قدومها من الشرق الأوسط والهندوآسيوي، والذي خلَّف وراءه الهندوأوروبي، وسياسة حرق الموتى ووضع الرماد في القوارير، والتي اتُبعت في «ابرنفليد» في إنكلترا، إنها مدينة الضباب واحدة من أكبر اقتصاديات العالم، اعتمدت فنون الدهاء السياسي وأجادته لتسيطر كما ذكرنا على شعوب الأرض.
لندن صاحبة اختراع أجهزة التلفزة واكتشاف البنسلين، واكتشاف تركيب الذرة، هي عاصمة إنكلترا واسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية، من معالمها برج بيغ بن، وفيه ساعته الشهيرة، وجسر برج لندن فوق نهر التايمز، وهو أول جسر بُني فيها، وكاتدرائية القديس بولس، ودير وستمنستر الحاوي على مقابر ملوك البلاد، وميدان البيكادللي، وقصور سانت جيمس كنيغستون، وباكنغهام.
منها نذهب إلى برلين هذه المدينة التي كانت قرية، عاشت فيها مجموعة من السلافيين الذين قدموا إليها وأسسوها على نهر سيبري في القرن الثالث عشر، وقبله نهر الأودر، مثلها مثل باريس ولندن، حيث ظهرت برلين في 1237م بدقة في أول مرة، وتوحدت مع كولين في 1307م، وفي القرن الخامس عشر غدت مدينة مهمة، لكنها تعرضت لدمار شديد نتاج حرب الثلاثين عاماً بين عامي 1618 -1648م،
تعود المدينة لتزدهر على يد فردريك وليم الذي حكمها براندربيك من 1640م حتى 1688م فأسس لصناعة البناء، وشيد أول قناة مائية تربط بين نهري سبري والأودر في 1701م، أصبح ابنه فريدرك الأول أو ما يلقب الملك المحارب ملكاً على بروسيا، وجعل من برلين عاصمة له، أما فريدرك الثاني الذي حكم مابين 1740 و1786م، فكان التحول الكبير إلى الإنجازات الصناعية والإعمار، ومع فريدرك الكبير ظهرت العمارة والفنون والثقافة، وغدت إجبارية في عهده، وأطلق عليها مدينة الاستكشاف والنور، وفي أعوام 1806 إلى 1809م احتلتها جيوش نابليون وتابعت زحفها إلى لايبزغ، إلا أن قوة الألمان أعادتها إلى بوابة براند نبورغ في برلين. إن التأسيس النهائي للإمبراطورية الألمانية تم في عهد فيلهلم الأول 1861 حتى 1888م، حيث سُمى في برلين قيصر ألمانيا، وغدت برلين عاصمة للإمبراطورية الألمانية في ذلك العام، ودامت هذه الإمبراطورية حتى عام 1918م نهاية الحرب العالمية الأولى، لقد أنجبت برلين الفلاسفة والعلماء والعظماء من فكر «لا مادي صرف، تأملي»، امتلك الإصرار على خلق إمبراطورية عظمى استفادت من عصر النهضة والثورة الصناعية الكبرى التي شارك فيها علماؤها المتفكرون.
إلى موسكو نتابع، حيث بدأت كمستوطنة سلافية وضعت أسساً لقرية صغيرة في النصف الأول من القرن الثاني عشر الميلادي، وظهرت من خلال حصن بناه الأمير يوري دولغو روكي عام 1156م، ليتحول في عهد الأمير إيفان من قلعة إلى مقر للأمراء العظام، ليطلق عليه الكرملين، بناها الأمير يوري عند تقاطع نهري موسكوفا ونغيلينايا عام 1156م. من هنا ننطلق، حيث لم نعثر على تاريخ لهذه المدينة في السجلات إلا عن تاريخ سبق تاريخنا الذي ذكرناه بقليل، وهو عام 1147م حيث ذكر أنها مدينة صغيرة، تعتبر مركزاً دينياً وثقافياً للمنطقة المحيطة بها، وذكر اسمها بكونها مأهولة بالسكان، سجلت كولاية نائية في إمارة فلادمير سوذدال، وتحولت من منتصف القرن الثاني إلى مطلع القرن الثالث إلى مدينة حاضرة ضمن مدن القرون الوسطى الكبرى، وفي عام 1314م أصبحت مقراً للأمراء المعظّمين، وبدأ إنشاء الكرملين، وإن أول تاريخ سجل موسكو كعاصمة لروسيا كان 1426م بعد تحول العاصمة موسكو إلى سانت بطرسبورغ، إلا إنها بقيت مكاناً لتتويج القياصرة، وفي عهد بطرس الأول الذي حولها إلى مركز ثقافي وعلمي، ومن خلالها غدت روسيا دولة عظمى وأسست فيها جامعة كبرى، حملت فيها اسم العالم الروسي الكبير ميخائيل لومونوسوف، وعام 1918م أعيدت لموسكو هيبتها لأنها غدت عاصمة لروسيا الاشتراكية، وبعدها أصبحت عاصمة في 1922م للاتحاد السوفييتي، اتسعت موسكو في عهد إيفان كاليتا على تل بور فيتسكي (الكرملين) الذي ظهر اسمه أول مرة عام 1331م، ومن عام 1475 إلى 1479م ودخول عصر النهضة من خلال المعماري الإيطالي أرسطو فيور فانتي إلى موسكو بنى فيها كاتدرائية أونسبينسكي (صعود العذراء)، كما أنشأ المعماري إليفيزنوفي في 1505م كاتدرائية أرخا نجلسكي (كبير الملائكة ميكائيل)، واعتبرها مدفناً للأمراء المعظّمين في موسكو، في 1547م لقب إيفان الرابع الرهيب قيصراً ومسؤولاً وحيداً على موسكو والبلاد الروسية، كما رُسم المطران مكاري رئيساً للكنيسة الأرثوذكسية، وقلّد قلنسوة مونا ماخ، وفي زمن إيفان ظهرت ساحة إيفانو فسكايا التي أُقرت مركزاً للأعمال والإدارة والسفراء، كما رسم في عهد ابن إيفانو الرهيب عام 1589م البطريرك أيوب، وغدا مسيطراً على كامل مطارنة وبطاركة الكرملين، الذي وحد حاكمين انتقاهم الرب لروسيا القيصر والبطريرك؛ ما بين أعوام 1620و1680، وظهرت في أدراج الكرملين، لقد بلغت قوة الكرملين وازدهاره وجماله في نهاية القرن السابع عشر، ومع وصول بطرس الأول عام 1712م نُقلت العاصمة موسكو إلى سان بطرسبرغ، وأعيد تحسين بناء الكرملين بين أعوام 1838 و1851م وبقي كذلك حتى ثورة عام 1917م وقيام ثورة أكتوبر الاشتراكية، حيث عادت إليه العاصمة في عام 1918م، وحينها تم الكشف عن اتفاقية مارك سايكس البريطاني – وفرانسوا جورج بيكو الفرنسي – وسايزنوف الروسي، حيث تم تبادل وثائق التفاهم بين فرنسا وبريطانيا وروسيا القيصرية آنذاك؛ والتي تمت عام 1916، وأنجزت تلك الاتفاقات السرية بين فرنسا وبريطانيا، ومصادقة روسيا على اقتسام الهلال الخصيب، والذي حصلت بموجبه فرنسا على سورية ولبنان وجزء كبير من جنوب الأناضول، وبريطانيا على جزء من طرف بلاد الشام الجنوبي أي: الأردن، وفلسطين، وبغداد، والبصرة، وجميع البلدان الواقعة في الخليج العربي، وأقرت تلك الاتفاقية أن جنوب سورية والمعروفة بفلسطين؛ هي التي وضعتها تحت الاتفاق والتشاور بين فرنسا وبريطانيا وروسيا بالإقرار تحت الإدارة الدولية، وكان هذا تمهيداً لوعد بلفور الإنكليزي، إنه تمهيد لقيام الدولة اليهودية، التي أريد قيامها من أجل التخلص من يهود أوروبا، وحصرهم في فلسطين المرتبطة بالرؤى الوضعية والتاريخية، القادمة من ذلك التوراة الذي كتبه أسباط مصر الفرعونية، وردات فعل الشعوب تبين فرنسا وبريطانيا بتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيا، إثر تهاوي الإمبراطورية العثمانية - كما ذكرنا-، وسكن به فلاديمير لينين ومارس مهامه من مكاتب الكرملين، وبه سكن جوزيف ستالين، ومن معالم موسكو الساحة الحمراء، ومسرح البولشوي، ومتاحف حي أرابت بالإضافة إلى الكرملين.
إن بدعة الثورة البلشفية الاشتراكية التي أنجزها لينين اليهودي، والذي أمر بأن يتحول إلى أممي، يؤمّن ثورة العمال، ويقودها من خلال تهيئة الظروف والمناخ، مع مجموعته المؤلفة من خمسة عشر يهودياً، فقط ستالين الروسي الوحيد، ونظم هرمها ماركس وإنجلز، وأسسها هيجل وفورباغ، لم تكن إلا مضافاً في التأريخ من أجل استيعاب عالم الحضارات، والظهور بمظهر النصير والحامي والمدافع عن ذلك العالم البائس الذي أطلق عليه من الغرب «العالم الثالث»، والذي أرادوا له أن يكون متخلفاً بعد إنجاز حضارته، والتي لم يستفد من التمتع بإنجازها. حوارات سنلجأ إلى إيضاحها في مختصرنا (الخاتمة)، كما اقتراب المدن السبع في القرن التاسع عشر من التكوين، مع دخول القرن الواحد والعشرين، أي نظام سيطرة مدن المادة السبع على مدن الروح السبع.
نتابع مغادرين موسكو إلى واشنطن، نتدارس أمر حضورها بين المدن السبع، ومن ثم قيادتها وسيطرتها على مدن المادة ومدن الروح.


الغرب و مدنه السبع 24
الغرب و مدنه السبع 13166539613
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الغرب و مدنه السبع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» السبع المنجيات
» السبع المنجيات ...
» الأراضي السبع
» عجائب السبع تمرات
»  فوائد الصمت السبع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى صداقة سوفت :: ¯°·.¸¸.·°¯°·.¸¸.·°¯ الثقافة والإعلام و التاريخ ¯°·.¸¸.·°¯°·.¸¸.·°¯ :: ۩ منتدى الثقافة العامة و جديد العلوم ۩-
انتقل الى: