رســالة الى كل متكبر عن أصدقائه
استعليت وما السماء منك قريبة .... قرب التراب الذي عليه تسير
ولو بما أوتي المرأ اعتلى غيره .... صدق الدجاج حين قال أطير
فتخبط في الجو بعد تخبط .... ثم هوى على الأرض حسير
ما كل ذي جناح وريش بطائر .... وما ذي ادعاء بالكبر كبير
أطح نفسك أرضا تعلو الروح فلا .... علو لمن كان لوهم النفس أسير
ولا يغيظنك من الخلق تهكم جاهل .... ماشغل الصغير إلا ما هو صغير
ولا يحزنك منهم تبرم معرض .... فأنت الى الله لا الى العبد فقير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لفت نظري هذا الموضوع
وأحببت طرحه بمنتدانا للفائدة
الغرور والكبرياء
الغرور هو تضخم للذات
بأن يرى الشخص بأنه هو الأعلم وهو الأجمل وهو دوماً على صواب
والبقية مجرد جهلة لا يفقهون من أمور حياتهم شيئاً
الغرور بداية النهاية
كما اتفق اغلب الكتاب والنقاد والمفكرون
فبمجرد أن يتسرب الغرور إلى نفس الشخص
يبدأ في إحداث أخطاء أكثر من المعدل الطبيعي
ويبدأ في فقدان ما اكتسبه من مكانة لدى الناس
مثل لاعبي كرة القدم مثلا
فهم اشهر من نسمع أنهم يصابون بالغرور
وكثيرا ما نسمع أن اللاعب الفلاني أصبح مغرورا
فعلى أي أساس تم بناء هذا الحكم
الشخص المغرور هو من يعتقد
بان الجميع يدورون بحلقة كاملة هو محورها
الجميع يبحثون عن رضاه ولا يستغنون عنه
هو الأساس وهم التابعون له
لو غاب عنهم فسيتيهون ويفقدون سبل النجاح
هذه إحدى أشكال الغرور
منها أيضا الغرور العاطفي
فالمغرور عاطفيا يعتقد بأنه من نظرة
يستطيع أسر قلوب الفتيات مثلاً
وانه بمجرد أن يتعطف على إحداهن
ويسمح لها بالمرور بجواره قد ملك قلبها
رغم أنها قد تكون مارة من هذا الطريق مشمئزة
من كون هذا المخلوق واقفاً به
الغرور لو دخل في الحياة الأسرية تكون نهايتها قد أزفت
فالزوج يعتقد بأنه زوجته اقل منه ثقافة وعلما
فلا يمكن أن يناقشها أو يحاورها أو يأخذ برأيها
فهي اجهل من تستشار فيسقط نتيجة لجهله في أخطاء ومواقف
كان من الممكن تلافيها
لو استشار زوجته وأرشدته بحكمتها التي ربما تفوقه بها
والزوجة ترى بأنها أجمل نساء الكون
وان زوجها لن يرى من هي أجمل منها
فلا داعي لأن ترهق نفسها بالتجمل له
حتى يمل الزوج من منظرها المقزز
ويبحث عن زوجة أخرى
إن لم يطلقها ليفارق هذه المعاناة الدائمة
أما الكبرياء فهو أمر مغاير تماما
فالكبرياء هو اعتزاز الشخص بكرامته
وعدم ارتضائه المهانة من أي شخص
قد يكون الكبرياء مبالغ به
وحينها نصل إلى إحدى مراحل الغرور
ولكن الكبرياء صفة جميلة
نسعد بان نتحلى بها كحالنا مع الثقة بالنفس
وان كانت المبالغة دوما أمر مرفوض
إذا فالغرور هو نتيجة المبالغة في الكبرياء
أو المبالغة في الثقة في النفس
وليس أمرا منفصلا بحد ذاته
ولكن تطورا لهذا النمو الغير منظم لهاتين الصفتين الحميدتين
وكي أوضح الفرق الذي اعنيه بين الغرور والثقة بالنفس
كونهما الأقرب لبعضهما البعض
والأكثر اختلاطا على البعض
لو أن احد الشبان كان يسير ووجد أمامه منحدرا صخريا
وأمعن النظر به ووجد انه يستطيع تجاوزه
كونه شخص رياضي ومعتاد على القفز لمسافات بعيدة نوعا ما
وقياسا على قدراته وجد انه واثق من كونه مؤهل لتخطي هذا العائق
بعد توفيق الله وقفز ونجح في ذلك
حينها نقول بأن هذا الشخص كان واثقا من قدراته
وبعد ذلك أتى شخص آخر عند نفس المنحدر
ولكن هذا الشخص لم يمارس الرياضة منذ سنين عدة
ورأى صديقنا السابق قد تمكن من القفز
فأخذته العزة بالنفس وكابر وقال
بما أن فلان فعلها فانا أفضل منه وأنا أذكى وأقوى وأجمل
وجميع الصفات لدي مركزة عنه
وسأتمكن من القفز وقفز فعلا وتمكن من القفز بنجاح
ولكن لم يتمكن من الوصول للطرف الآخر
بل اكتفى بقعر المنحدر محطا أخيرا له
حينها نقول انه أصيب بالغرور
وتوقع بأنه قادر على مجارات ذاك الشخص
وهذه هي النهاية الحتمية
لمن يصاب بالغرور
السقوط الشنيع دوماً
تواضع رسولنا صلى الله عليه و سلم
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم متواضعاً جداً،
فالتواضع علامة عند العظام على عظمتهم،
والغرور علامة الصغر عند الصغار..
كان يكبر بنسبة تواضعه.. أجل،
كان شخصاً عظيماً، لذا كان متواضعاً، فهو القائل:
«من تواضع لله رفعه الله، ومن تكبر وضعه الله.»[18]
وكان يقدم المثال العملي والمثال الحي من حياته،
كان الجميع يشاهدون هذا التواضع الجم
فيعرفون مدى عظمته وسموه.
لقد خسف الله تعالى الأرض بأصحاب الغرور والكبرياء..
ها هو قارون وها هو ثعلبة وها هو فرعون.. وغيرهم وغيرهم...
أما الذين تواضعوا له فقد رفعهم إلى أعلى عليين..
ها هو حبيبنا ونبينا محمد صلى الله عليه و سلم.
وها هو موسى عليه السلام
وها هو عيسى عليه السلام،
وها هو إبراهيم عليه السلام .
وأخيراً همسة لكل من لديه هذه الصفات
إحذروا الغرور والكبرياء.
أتمنى أن يكون الموضوع
فيه الفائدة للجميع