[rtl] قال الملك الصالح النصارى تستمعون إلى الذي يقرأ.[/rtl]
[rtl]قالوا نعم نستمع، قال تعرفون من هو؟ قالوا لا، لا نعرفه.[/rtl]
[rtl]قال هذا من أكبر قساوستنا وسجنته، جاء بلغتهم مع أكبر أسف ولم يقل أكبر علمائنا.[/rtl]
[rtl]أتدرون لماذا سجنته؟ قالوا لا.[/rtl]
[rtl]قال إنه أفتى بعدم جواز بيع السلاح إليكم فسجنته من أجلكم.[/rtl]
يا للحسرة، ماذا قال النصارى؟
[rtl]قالوا والله لو كان هذا قسيسا لنا لغسلنا رجليه وشربنا مرقتها.[/rtl]
[rtl]هذا الرجل الذي يقف هذا الموقف الشجاع أمام أعدائه والله يستحق من يغسل رجليه ويشرب المرقه.[/rtl]
[rtl]فخجل السلطان وأطرق وأمر بإطلاق العز أبن عبد السلام.[/rtl]
[rtl]العالم يجب أن يكون صاحب مواقف شجاعة يا أخوان.[/rtl]
[rtl]الخضر الحسين شيخ الأزهر، عندما كانت للأزهر مكانة وقوة.[/rtl]
[rtl]عندما تولى محمد نجيب الثورة في مصر، قام وقال:[/rtl]
سنساوي الرجل بالمرأة.
[rtl]فما الذي حدث؟ ما الذي حدث؟[/rtl]
[rtl]اتصل به الخضر حسين وقال له:[/rtl]
أسمع إما أن ترجع عن قولك وإلا سوف أنزل غدا وأنا لابس كفني ومعي جميع الأزهريين إلى الشوارع فإما الحياة وإما الموت.
[rtl]فجاءه محمد نجيب وجاءته الوزارة يقولون:[/rtl]
يا شيخنا، يا إمامنا نحن نعتذر لك الآن والكلام كان خطأ.
قال لا.. لا تعتذروا لي بل اعتذروا أمام العامة.
قالوا صعب أن نعتذر أمام العامة.
قال لا يوجد خيار إما أن تعتذر أنت يا محمد نجيب أمام الناس وإلا سأنزل للشارع وأنا لابس كفني.
[rtl]فخرج من الغد محمد نجيب وقال الصحافة كذبت علي، أنا لم أقل شيئا.[/rtl]
[rtl]هكذا يكون العالم.. إذا السلطان الحقيقي هو العالم.[/rtl]
[rtl]بهذا نحمي أنفسنا أيها الأخوة وهو الأسلوب الأول لحماية أعراض العلماء.[/rtl]
[rtl]2/ ما هو الواجب علينا اتجاه علمائنا ؟[/rtl]
الواجب علينا اتجاه علمائنا ما يلي:
[rtl]* أن نحفظ للعلماء مكانتهم ودورهم في قيادة الأمة وأن نتأدب معهم.[/rtl]
[rtl] انظروا إلى آداب طالب العلم كما قال السلف:[/rtl]
[rtl]يقول العراقي:[/rtl]
[rtl] (لا ينبغي للمحدث أن يحدث بحضرة من هو أولى منه بذلك، وكان إبراهيم والشعبي إذا اجتمعا لم يتكلم إبراهيم بشيء).[/rtl]
[rtl]وقال أبن الشافعي:[/rtl]
[rtl] (ما سمعت أب ناظر أحدا قط فرفع صوته).[/rtl]
[rtl]وقال يحيى أبن معين: [/rtl]
(الذي يحدث في البلد وفيها من أولى منه بالتحديث فهو أحمق).
[rtl]وقال الصعلوكي:[/rtl]
(من قال لشيخه لما؟ على سبيل الاستهزاء لم يفلح أبدا).
[rtl]وتأدب أبن عباس مع عمر رضي الله عنهما حيث مكن سنة يريد أن يسأله عن مسألة من مسائل العلم فلم يفعل.[/rtl]
[rtl]وقال طاووس ابن كيسان:[/rtl]
( من السنة أن يوقر العالم).
[rtl]وقال الزهري:[/rtl]
(كان سلمةَ يماري أبن عباس فحرم بذلك علما كثيرا).
[rtl]وقال البخاري:[/rtl]
( ما رأيت أحدا أوقر للمحدثين من يحيى ابن معين).
[rtl]وقال المغيرة: [/rtl]
(كنا نهاب إبراهيم كما نهاب الأمير).
[rtl]وقال عطاء ابن أبي رباح:[/rtl]
[rtl] (إن الرجل ليحدثني بالحديث، فأنصت له كأني لم أسمعه أبدا وقد سمعته قبل أن يولد).[/rtl]
[rtl]قال الشافعي:[/rtl]
( ما ناظرت أحدا قط إلا وتمنيت أن يجري الله الحق على لسانه).
[rtl]وذكر أحد العلماء.. يا شباب استمعوا إلى هذه القصة:[/rtl]
[rtl](ذُكر أحد العلماء عند الإمام أحمد أبن حنبل وكان متكئاً من علة أي مريض فاستوى جالسا وقال لا ينبغي أن يذكر الصالحون فنتكئ )[/rtl]
[rtl]وقال الجزري:[/rtl]
(ما خاصم ورع قط).
[rtl]الأدب مع العلماء.[/rtl]
[rtl]* أن نعلم أنه لا معصوم إلا من عصمه الله وهم الأنبياء والملائكة.[/rtl]
[rtl] ما فيه أحد معصوم يا أخوان، ما فيه أحد ما يخطئ.[/rtl]
[rtl]قال الإمام سفيان الثوري:[/rtl]
[rtl](ليس يكاد يفلت من الغلط أحد).[/rtl]
[rtl]وقال الإمام أحمد:[/rtl]
(ومن يعرى من الخطأ والتصحيح).
[rtl]وقال الترمذي:[/rtl]
[rtl] (لم يسلم من الخطأ والغلط كبير أحد من الأئمة مع حفظهم).[/rtl]
[rtl]وقال ابن حبان:[/rtl]
[rtl] ( وليس من الإنصاف ترك حديث شيخ ثبت صحة عدالته بأوهام يهم في روايته، ولو سلكنا هذا المسلك تُرك حديث الزهري، وجريج، والزهري، وشعبة لأنهم أهل حفظ وإتقان ولم يكونوا معصومين حتى لا يهنوا في رواياتهم).[/rtl]
[rtl]إذا لماذا نحن يا إخوان نتلمس أخطاء العلماء؟ لماذا..؟ ما أحد يسلم من الخطأ.[/rtl]
[rtl]* أن الخلاف منذ عهد الصحابة وإلى أن تقوم الساعة.[/rtl]
[rtl]نعم الخلاف منذ عهد الصحابة وإلى أن تقوم الساعة سيبقى الخلاف[/rtl]
(ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم).
[rtl] فطبيعي وجود قضية الخلاف يا إخوان.[/rtl]
[rtl]* أن نفوت الفرصة على الأعداء وأن ننتبه إلى مقاصدهم وأغراضهم وندافع عن علمائنا.[/rtl]
[rtl]* أن نحمل علمائنا على المحمل الحسن، ولا نسيء الظن فيهم حتى ولو لم نأخذ بأقوالهم.[/rtl]
[rtl]وأريد أن أوضح يا إخوان أننا لسنا ملزمين بأخذ كل أقول العلماء.. لا.[/rtl]
[rtl]يا أحباب هناك فرق كبير بين أن نأخذ بقول عالم وبفتوى العالم، وبين التجريح في شخصه.[/rtl]
[rtl]نحن لسنا ملزمين أن نأخذ بفتوى العالم إذا كان هناك دليل يخالفها، الشافعي وغير الشافعي يقول:[/rtl]
[rtl](إذا صح الحديث فهو مذهبي).[/rtl]
[rtl]لسنا ملزمين، ولكن هل يعني أنه إذا لم نأخذ بقوله أن نجرحه ونتكلم في عرضه؟ لا.[/rtl]
[rtl]قال عمر رضي الله عنه: [/rtl]
(لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المسلم سوء وأنت تجد لها في الخير محمل).
[rtl]* أن ننتبه إلى أخطائنا وعيوبنا، وننشغل بها عن عيوب الناس عامة وأخطاء العلماء خاصة.[/rtl]
يا واعظ الناس قد أصبحت متهما إذ عبت منهم أمورا أنت تأتيها
[rtl]وأعظم الإثم بعد الشرك نعلمه في كل نفس عماها عن مساويها [/rtl]
[rtl]عرفنها بعيوب الناس تبصرها منهم ولا تبصر العيب الذي فيها[/rtl]
[rtl]أقول لمن يتحدث في أعراض العلماء وينسى نفسه :[/rtl]
[rtl]كناطح صخرة يوما ليوهنها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل[/rtl]
يا ناطح الجبل العالي ليكلمه أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل
[rtl]أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل، قد يقصر العالم، ولكن هل يعني أنه إذا قصر نترك علمه وعمله.[/rtl]
[rtl]أعمل بعلمي وإن قصرت في عملي ينفعك علمي ولا يضررك تقصيري[/rtl]
[rtl]تقصيري علي، وهذا ما يجب علينا اتجاه علمائنا.[/rtl]
3/ وهي مهمة جدا كيف نبين الحق دون أن نقع في علمائنا؟
[rtl]وهذا بيت القصيد، إذا أخطأ العالم فكيف نستطيع أن نبين خطأ العالم دون أن نقع في عرضه؟ [/rtl]
[rtl]لأنه اختلط الأمر على الناس، فإما السكوت حتى على الخطأ، أو النيل من العلماء.[/rtl]
[rtl]فاللبس الموجود الآن أنه إذا قام أحد العلماء أو أحد طلاب العلم وبين الحق بدليله قالوا:[/rtl]
قف أنت تحدثت بأعراض العلماء، أنت تنتقص العلماء، أنت تحدث فتنة بين العلماء.
[rtl]والجانب الآخر أنه كلما تحدث العلماء بكلمة بدأ الطعن فيهم، العلماء فيهم، والعلماء فيهم، والعلماء فيهم.. لا يا إخوان.[/rtl]
[rtl]إذا ما هو المنهج الذي نجمع فيه بين بيان الحق وعدم الالتزام بالفتوى إلا إذا كانت وفق الدليل دون أن نقع في أعراض علمائنا؟[/rtl]
[rtl]يتحقق ذلك وفق النقاط التالية:[/rtl]
[rtl]* التثبت من صحة ما ينسب إلى العلماء، فقد تشاع أقول لإغراض لا تخفى.[/rtl]
[rtl]ليس كل ما ينسب إلى العلماء صحيح، أولا يجب أن نتثبت هل ما قاله العالم صحيح أو غير صحيح، وكم استمعنا لأقوال نسبت إلى كبار علمائنا، ولما ذهبنا إليهم قالوا والله كذب ما قلنا شيء.[/rtl]
[rtl]تجد بعض الناس في المجلس: الشيخ فلان قال، الله يهديه وفيه وفيهِ وفيه.[/rtl]
ماذا قال؟ قال كذا، تذهب وتسأل العلم يقول والله ما قلت شيء.
[rtl]فأولا يجب التثبت هل العالم قال أو ما قال.[/rtl]
[rtl]* أن هناك فرق عظيم جدا بين رد الأقوال ومناقشتها والصدع بالحق، والطعن في العلماء.[/rtl]
[rtl]فرق كبير جدا، فرق بين عدم الأخذ بالقول وعدم الأخذ بالفتوى والرد على الفتوى وبين الطعن في العلماء، فرق كبير جدا.[/rtl]
[rtl]يجوز لنا أن نبين الحق.[/rtl]
[rtl] يجوز لنا أن لا نأخذ بالفتوى إن لم توافق الدليل.[/rtl]
[rtl] ولكن لا يجوز لنا الطعن في العلماء.[/rtl]
[rtl]* أن يقصد المتحدث بكلامه وجه الله جل وعلا.[/rtl]
[rtl]الإخلاص يا إخوان، أن يقصد وجه الله جل وعلا والدار الآخرة، وأن يحذر من الأغراض العارضة كالهوى والتشفي وحب الظهور.[/rtl]
[rtl]إذا اضطر أحدنا لقول كلمة الحق ومواجهة العلماء فليتقي الله جل وعلا:[/rtl]
(فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا).
[rtl]أن يخلص لله حتى يقبل منه، وينتبه أنه أحيانا قد يكون رده فعلا لله، لكن يدخل أعرض بعد ذلك كحب الظهور، فرصة أن فلان يرد على العلماء، يأتيه الشيطان، فليحذر من هذه الأعراض.[/rtl]
[rtl]التشفي، بعض الناس إذا سمع أن أحد العلماء أخطأ سارع بنشر هذا الخطأ، ل.[/rtl]
[rtl] فلننتبه للأخطاء العارضة، فعلى من يتولى الرد على العلماء أو على أقوال العلماء بعبارة أدق أن يكون مخلصا لله جل وعلا.[/rtl]
[rtl]* الإنصاف والعدل.[/rtl]
[rtl]يا إخوان اعدلوا مع علمائكم، يجب الإنصاف مع العلماء، ابن تيمية رحمه الله يقول:[/rtl]
(أهل السنة أعدل مع المبتدعة من المبتدعة بعضهم مع بعض).
[rtl]يعني الآن إما نأخذ كل ما قاله العلم أو نرد كل ما قاله ؟؟؟ إما أنه أسود أو أبيض.[/rtl]
[rtl]أين الإنصاف ؟[/rtl]
(ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون).
[rtl]ويتضمن ذلك الثناء على العالم بما هو أهل له.[/rtl]
[rtl]أيضا عدم التجاوز في بيان الخطأ الذي وقع فيه.[/rtl]
[rtl] إذا وقع أحد العلماء في خطأ وأردت أن تبين خطأ العالم، ليست فرصه أن تتناول عرضه في كل شيء، وترجع تبحث عن تاريخه كله من ولد حتى توفي.[/rtl]
[rtl]لا تتجاوز النقطة التي أردت، وإذا أراد أحد أن يسحبك إلى هذا فقل أتق الله.[/rtl]
[rtl]لا تتجاوز، عدم التجاوز في بيان الحق، لأن الإنسان إذا انطلقَ انطلق.[/rtl]
[rtl]العدل والإنصاف والثناء عليه بما هو أهل له.[/rtl]
[rtl]* أن نسلك مسلك رجال الحديث في تقويم الرجال.[/rtl]
[rtl]إذا أردنا أن نقوم العلماء، أن نتحدث في العلماء أن نسلك مسلك أهل الحديث، ومسلك أهل الحديث فسره العلماء، وأدلكم على رسالة جميلة مختصرة صغيرة في حجمها كبيرة في قيمتها تبين لكم هذا المنهج لأن الوقت الآن لا يتسع لشرحه، وهي رسالة بعنوان:[/rtl]
[rtl]منهج أهل السنة والجماعة في تقويم الرجال ومؤلفاتهم/ للشيخ أحمد الصويان.[/rtl]
[rtl]هذه الرسالة مطبوعة حديثة وموجودة في المكتبات وتعالج منهج أهل السنة والجماعة في تقويم العلماء ومؤلفاتهم.[/rtl]
[rtl]إذا علينا أن نسلك منهج أهل الحديث.[/rtl]
[rtl]* أن نعلم أن الخطأ على نوعين.[/rtl]
[rtl]خطأ في الفروع وخطأ في الأصول، أما مسائل الفروع فهي مسائل اجتهادية يجوز فيها الخلاف ولا تبرر الحديث في لحوم العلماء، ونبين خطأ العالم في هذه المسألة دون التعرض لشخصه.[/rtl]
[rtl]دون أن تعرض لشخصه، إنما نقول أخطأ. خالفه الصواب ولكن لا نتعرض لشخصه وهذا في المسائل الاجتهادية في الفروع.[/rtl]
[rtl]أما مسائل الأصول وهي العقيدة، فيبين القول الصحيح ويحذر من أهل البدع في الجملة، وينبه إلى خطورة الداعي إلى بدعته دون إفراط ولا تفريط.[/rtl]
[rtl]يقول شيخ الإسلام كما أسلفنا:[/rtl]
( أهل السنة أعدل مع المبتدعة من المبتدعة بعضهم مع بعض).
[rtl]الله أكبر، أهل السنة أعدل مع المبتدعة أعدل من المبتدعة بعضهم مع بعض، لأن المبتدعة أكل في لحوم بعضهم البعض، أما أهل السنة فلا، ينصفون حتى مع الكفار.[/rtl]
[rtl]إذا كيف بمن أخطأ، إذا كان الخطأ في بدعة فيحذر من البدعة، ويحذر من المبتدعة، ويحذر من الداعي إلى بدعته، ويبين خطورة هذا الأمر، لكن إياك أن تتعرض لشخصه.[/rtl]
[rtl]استمعت منذ فترة إلى قصة مؤلمة ومحزنة، أحد الدعاة إلى الله المجاهدين في أفغانستان اتهمه بعض الناس في أخطاء في العقيدة، ويا ليتهم اقتصروا على بيان أخطائه في العقيدة.[/rtl]
[rtl]والله يا إخوان بدءوا يذكرون قصص له في داخل بيته عن بنته وعن زوجته وعن أولاده.[/rtl]
[rtl]أيجوز هذا يا إخوان؟ ألا نتقي الله جل وعلا. وهذا موجود في شريط..[/rtl]
[rtl]يا أخي إذا كنت صادقا تريد أن تبين أن هذا العالم أو أن هذا المجاهد وهو عالم مجاهد رحمه الله وقع في أخطاء، نحن لا نحجر عليك أن تبين الخطأ، لكن ما دخل ابنته وزوجته وأولاده؟[/rtl]
[rtl]لماذا التعرض للعلماء بهذا الشكل؟ لماذا؟ لماذا؟[/rtl]
[rtl]لا نقول لا تقولوا كلمة الحق، قولوا كلمة الحق، بل نحن نقول لا تسكتوا عن كلمة الحق، لكن لا يجوز أن يكون بهذا الأسلوب يا إخوان.[/rtl]
[rtl]التعرض لأشخاصهم والطعن فيهم، أسرارهم البيتية والله نشرت.[/rtl]
[rtl]أيجوز هذا ؟ هل هذا من منهج أهل السنة؟ هل هذا من منهج السلف؟[/rtl]
[rtl]إذا هذا هو المنهج.[/rtl]
[rtl]* أخيرا إذا أمكن الاتصال بمن وقع منه الخطأ.[/rtl]
[rtl]لعله أن يرجع عن خطئه سواء كان في الفروع أو الأصول، أقول إذا أمكن، لعله أن يرجع.[/rtl]
[rtl]أليس قصدك الحق؟ ألست تريد بيان الحق؟[/rtl]
[rtl]يا أخي دعه هو يرجع، أحسن لك وأحسن للحق، دعه يخرج على الملأ ويقول يا إخوان أنا تراجعت عن قولي، هذا أفضل من أن ترد عليه.[/rtl]
[rtl]لأنك إذا رددت عليه قد يقتنع نصف الناس، ولكن إذا رجع هو سيقتنع كل الناس الذين أخذوا بفتواه، لكن بعض الناس يقول لا.. بسرعة سأرد عليه قبل أن يرجع.[/rtl]
[rtl]إذا أخطأ عالم وجدت من يقول بسرعة أرد عليه قبل أن يرجع، نعم ما يجوز هذا.[/rtl]
[rtl]إذا أمكن الاتصال فيه ومناصحته وتخويفه بالله، يرجع هو إلى الحق.[/rtl]
[rtl]ألست تريد الحق؟ دعه يرجع.[/rtl]
[rtl]هذا ما نريده، وقد تناظر اثنان من العلماء في مسألة من المسائل، كل واحد قال قولا وخطئه الآخر، فاجتمعوا يتناظرون وقالوا ليس هناك داع أن نذهب نتخطى أما العامة، تعالوا نتناظر.[/rtl]
[rtl]ما الذي حدث ؟[/rtl]
[rtl]عندما انتهت المناظرة كل واحد أخذ بقول الثاني، ورجعوا بقولين آخرين يحتاجون إلى مناظرة ثانية لأنهم يردون الحق، فلما بين الأول أدلته قال الآخر كلامك صحيح، ولما بين الثاني أدلته قال الأول كلامك صحيح، فرجعوا بقولين، لأن رائدهم الحق.[/rtl]
[rtl]ألا نسلك هذا المنهج ؟؟[/rtl]
[rtl]********[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]النقطة الخامسة أمور لابد من بيانها:[/rtl]
[rtl]1/ أننا لا ندعو إلى تقديس الأشخاص والتغاضي عن الأخطاء أو السكوت عن الحق.[/rtl]
[rtl] والخلط في ذلك، فلا إفراط ولا تفريط، ولا غلو ولا جفاء.[/rtl]
[rtl]لا أدعو في محاضرتي إلى تقديس العلماء، لا أدعو إلى أنه لا يجوز أبدا أن نتحدث عن العلماء في أخطائهم، من فهم هذا فقد أخطأ.[/rtl]
[rtl]لكن بينت لكم المنهج والفرق بين الحديث عن العلماء وأعرض العلماء وبين بيان كلمة الحق بالأسلوب الذي بينت.[/rtl]
2/ مسألة مهمة جدا حدثت في الأيام الماضية، ما هي ؟
[rtl]دعوى الإجماع، وهذه جاءتني أسئلة كثيرة حولها:[/rtl]
[rtl]فلان يخالف الإجماع إجماع العلماء.[/rtl]
[rtl]من هو فلان يخالف إجماع العلماء، هذا يحدث فتنة.[/rtl]
[rtl]يا إخوان الإجماع ليس بالأمر البسيط، هناك فرق كبير بين الإجماع والاجتماع.[/rtl]
[rtl]الإجماع كما بينه العلماء أن يجمع علماء الأمة المعتبرون على مسألة من المسائل ولو خالف واحد لم ينعقد الإجماع.[/rtl]
[rtl]يجتمع خمسمائة، ستمائة ونقول هذا إجماع الأئمة، من قال أن هذا إجماع الأمة؟[/rtl]
[rtl]فرق بين الإجماع والاجتماع، ولذلك انتبهوا، ارجعوا إلى أصول الفقه، ونقرأ ما في أصول الفقه حتى لا نأخذ الأمور خطئ.[/rtl]
[rtl]الإجماع له شروط، الإجماع له ضوابط، الإجماع ليس إجماع علماء بلد فقط بل هو إجماع علماء الأمة جميعا، وإذا خالف واحد من العلماء المعتبرين في شرق الأرض أو مغربها لم ينعقد الإجماع.[/rtl]
[rtl]ولذل قال بعض العلماء أن الإجماع لم ينعقد بعد الصحابة، لأنه صعب جدا أن ينعقد الإجماع.[/rtl]
[rtl]واحد أرسل لي ورقة يقول لي أن فلانا خال إجماع الأمة، مع أن العلماء أجمعوا وزيادة.[/rtl]
[rtl]طيّب.. بارك الله فيك نحن نعرف إجماع العلماء فما هي الزيادة؟[/rtl]
[rtl]أنا والله ما قرأت لا في كتب الفقه ولا أصول الفقه الزيادة.[/rtl]
[rtl]نعم كذا كتبها أن العلماء أجمعوا وزيادة على المسألة الفلانية وخلاف فلانا وفلانا.[/rtl]
[rtl]طيّب.. فقهنا إجماع العلماء فأين الزيادة ؟ الزيادة كالنقص.[/rtl]
[rtl]فيجب أن تفهم هذه الضوابط، ومن هذه الضوابط أن إجماع علماء بد ليس إجماع.[/rtl]
[rtl]ثم ناحية أخرى أن العبرة ليست بالكثرة أو القلة، العبرة بالحق.[/rtl]
[rtl] 3/ أن بعض العلماء قد يفتون بفتوى لها أسبابها، فيأتي آخرون ويخالفون هذه الفتوى.[/rtl]
[rtl]ثم يبدأ الطعن في المخالف ويتهم بتهم باطلة كالفتنة وحب الخلاف وحب الظهور وقلة العلم وهلم جرا، فعلينا أن ننتبه أنه قد يقوم العلماء ويفتون بفتوى.[/rtl]
[rtl] يأتي بعض طلاب العلم ويخالفون هذه الفتوى، فيبدأ الطعن في هذا العالم المخالف، يبدأ الطعن بالمخالفين، من أنت حتى تخالف؟ أنت تحب الفتنة، أنتَ أنت.[/rtl]
[rtl]ولذا علينا أن ننتبه إلى ما يلي:[/rtl]
[rtl]- أنه كل يأخذ من قوله ويرد إلا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وما جاء به.[/rtl]
[rtl]أن المخالفيِن علماء يجب احترامهم وتقديرهم، والمخالَفين علماء أيضا.[/rtl]
[rtl]لماذا حرام الحديث عن هؤلاء وحلال الحديث في هؤلاء ؟[/rtl]
[rtl]لا يجوز الحديث لا في أعراض هؤلاء ولا في أعراض هؤلاء، لا المخالفِين ولا المخاَلَفين.[/rtl]
[rtl]- أننا نعرف الرجال بالحق ولا نعرف الحق بالرجال.[/rtl]
[rtl]- أن نتثبت من صحة الفتوى واكتمال شروطها عند الموافقين والمخالفين ، المهم من صحة الفتوى، أما من أين جاءت فلا يهم. المهم هل الفتوى التي صدرت من هذا العالم أو ذاك مكتملة الشروط أم لا.[/rtl]
[rtl]- أن مسائل الاجتهاد يجوز فيها الخلاف، فلماذا يا إخوان تضيق أنفسنا بالخلاف؟ صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اختلفوا.[/rtl]
[rtl]عندما أرسلهم الرسول إلى بني قريظة اختلفوا.[/rtl]
[rtl]اختلفوا بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لكن ما أدى بهم ذلك إلى الفتنة وإلى طعن بعضهم في بعض.[/rtl]
[rtl]- النقطة الأخيرة في هذه المسألة أن مجرد المخالفة ليس خطأ.[/rtl]
[rtl]ولا عبرة للصغر والكير هنا إذا توافرت الشروط، ما يأتينا واحد يقول هذا عالم صغير خالف العالم الكبير،لا.. لا، هذا ما فيه عبرة.[/rtl]
[rtl]العلماء قديما وحديثا الصغير يخالف الكبير وقد يكون الحق مع الصغير في سنة، السن لا قيمة له هنا، فالعبرة بتوافر شروط الفتوى وأسباب الفتوى.[/rtl]
[rtl]الشيخ عبد العزيز في حياة الشيخ محمد ابن إبراهيم (رحمهم الله) أفتى بفتوى خالف بها الشيخ محمد، وما قال له الشيخ محمد من أنت حتى تخالفني.[/rtl]
[rtl]وما قال له الناس من أنت حتى تخالف الشيخ محمد، أو تخالف العلماء.[/rtl]
[rtl] مع أن الراجح هو قول الشيخ عبد العزيز رحمه الله.[/rtl]
[rtl]أبن تيمية خالف علماء بلده، وثبت أن الحق معه رحمه الله.[/rtl]
[rtl]لا عبرة بالصغير والكبير في هذه المسائل، العبرة بمن معه الدليل صغر أو كبر.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]********[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]النقطة السادسة لماذا تبرز أخطاء العلماء أكثر من غيرهم:[/rtl]
[rtl]السبب بسيط جدا أن الثوب الأبيض الناصع لو وجد فيه نقطة سوداء تبين من مسافة بعيدة.[/rtl]
[rtl]العلماء كالثوب الأبيض أي نقطة سواد تبين فيهم، فلا نستغرب أن تبرز أخطاءهم.[/rtl]
[rtl]أما غيرهم فكالثوب الأسود لو تضع عليه فحم أو شحما ما بان.[/rtl]
[rtl]ولذلك نحن في الصيف الواحد منا يستبدل ثوبه كل يومين أو ثلاثة ثوب أبيض، بينما في الشتاء قد يجلس الثوب أسبوعين أو ثلاثة مع أن الوسائل التي قد تغير الثوب في الشتاء أكثر من الصيف.[/rtl]
[rtl] ولكن الثوب الأسود لا يبين فيه شيء.[/rtl]
[rtl]فالعلماء كالثوب الأبيض تبرز أخطاءهم ولو هي صغيرة جدا.[/rtl]
[rtl]فعلى العلماء أن ينتبهوا إلى هذه النقطة كما ننتبه لثيابنا، فكل واحد قبل أن يخرج يتفقد ثوبه، بل ولا يكتفي بل يسأل أهله النظر إلى ثوبه من الخلف هل به شيء.[/rtl]
[rtl]يتفقد أعماله، وعلى الآخرين أيضا أن لا يضخموا هذه القضايا، أما غيرهم فلا يبين فيهم شيء مهم كبر، فحم أو سواد أو زيت لا يبين فيهم شيء.[/rtl]
[rtl]********[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]النقطة السابعة نحذر من المدح بما يشبه الذم:[/rtl]
[rtl]يأتي يمدح الشيخ فلان فيقول:[/rtl]
[rtl] الشيخ فلان ما شاء الله، فيه وفيه…. لكن، ثم حط بعد لكن!![/rtl]
[rtl]يقدم له مدحا ربما لمدة خمس دقائق ومن ثم كلمتين فقط يدخلهما، وهذا هو قصده.[/rtl]
[rtl]فأنبه إلى خطورة هؤلاء، وأن يخوفوا بالله عجل وعلا.[/rtl]
[rtl]الذم بما يشبه المدح كما تكلم البلاغيون.[/rtl]
[rtl]********[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]النقطة الثامنة أن من أساء الأدب مع العلماء سيلقى جزاءه عاجلا أو آجلا:[/rtl]
[rtl]وقال لإمام الذهبي في ترجمة أبن حزم:[/rtl]
[rtl](وصنف كتبا كثيرا وناظر عليها وبسط لسانه وقلمه، ولم يتأدب مع الأئمة في الخطاب بل فجج العبارة، وسب وجدع فكان جزاءه من جنس فعله بحيث أعرض عن تصانيفه جماعة من الأئمة وهجروها ونفروا منها أحرقت في وقته).[/rtl]
[rtl]وما نراه من الواقع المشاهد أن من يسب العلماء يسقط من أعين العامة والخاصة.[/rtl]
[rtl]ويقول الحافظ ابن رجب:[/rtl]
[rtl](والواقع يشهد بذلك، فإن من سبر أخبار الناس وتواريخ العالم وقف على أخبار من مكر بأخيه فعاد مكره عليه، وكان ذلك سببا لنجاته وسلامته أي الممكور فيه).[/rtl]
[rtl]********[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]النقطة التاسعة وهي وقفة أوجهها للعلماء وطلاب الذين يبتلون بهذه البلوى:[/rtl]
[rtl] فأقول عليهم بالصبر وأن يتقوا الله جل وعلا.[/rtl]
[rtl]وليعلموا أنهم ليسو أفضل من الأنبياء والرسل.[/rtl]
[rtl]ورسولنا (صلى الله عليه وسلم) ما سلم من الكلام في عرضه، بل حتى في داخل بيته (صلى الله عليه وسلم) في قضية الإفك وغيرها, فلهم أسوة وقدوة برسولنا (صلى الله عليه وسلم)، وليعلموا أن العاقبة للمتقين.[/rtl]
[rtl]فهذا يوسف يقول الله عز وجل عنه:[/rtl]
(قال أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين)
[rtl]وعن موسى يقول الله عز وجل:[/rtl]
(قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين).
[rtl]ويقول سبحانه وتعالى:[/rtl]
(ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله).
[rtl]وصدق من قال:[/rtl]
ولست بناجي من مقالة طاعن ولو كنت في غار على جبل وعر
[rtl]ومن الذي ينجو من الناس سالما ولو غاب عنهم بين خافيتي نسر[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]********[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]النقطة العاشرة والأخيرة أقول للمتحدثين في العلماء:[/rtl]
[rtl]اتقوا الله، توبوا إلى الله، انيبوا واثنوا على العلماء بمقدار غيبتكم لهم، وأقول لهم العاقبة للمتقين وأنتم الخاسرون: [/rtl]
[rtl]كناطح صخرة يوما ليوهنها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل.[/rtl]
يا ناطح الجبل العالي ليكلمه أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل
[rtl]والعالم عالي.[/rtl]
[rtl]فأقول:[/rtl]
[rtl]اتقوا الله واحفظوا لعلمائكم كرامتهم وقيمتهم،[/rtl]
[rtl]وانتبهوا للمنهج الذي بينته في الحديث عن أخطاء العلماء.[/rtl]
[rtl]أسال الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يجعلنا ممن يستمعون القوا فيتبعون أحسنه.[/rtl]
[rtl]أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.[/rtl]
[rtl]وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.[/rtl]
[rtl]انتهى
[/rtl]