أجرى المركز الصيني لأبحاث النشر في نهاية العام الماضي استطلاعا شاملا حول قراءة المواطنين الصينيين للكتب، وهى المرة الرابعة التي يجري فيها مثل هذا النوع من الاستطلاع على مستوى البلاد. وتبين نتيجة الاستطلاع أن مستوى مطالعة الكتب التقليدية قد انخفض بصورة مستمرة خلال السنوات الست الماضية، ووصل الأمر الى أقل من خمسين بالمائة. وفي الوقت نفسه ارتفع معدل القراءة على شبكة الانترنت ارتفاعا سريعا ووصلت النسبة من ثلاثة فاصل سبعة بالمائة عام 1999 الى سبعة وعشرين فاصل ثمانية بالمائة في العام الماضي بزيادة مائة وسبعة بالمائة سنويا. تُرى ما هى آراء ووجهات نظر الخبراء في الجهات المعنية الصينية في مستقبل القراءة في الصين.
اشار السيد وانغ قوآنغ / الأستاذ بالمعهد الثقافي لمدينة شنتشن بجنوب الصين الى أن القراءة التقليدية لا يمكن استبدالها بالقراءة على شبكة الانترنت. يجب إلا يهمل الناس قراءة الكتب التقليدية بسبب التطور السريع لوسائل الاعلام الحديثة من التلفزيون وشبكة الانترنت. لأن بين هذين الاثنين اختلافا كبيرا. إذ أن القراءة التقليدية تستطيع أن توفر مضامين ثقافية صحيحة وإيجابية للقراء.
قالت السيدة يانغ لي/ مديرة روضة " لان تيان " للاطفال بمدينة شينتشن إن شبكة الانترنت كوسيلة إعلامية لا تتمتع بنفس المكانة التي تتمتع بها الأوراق التقليدية. اشارت الى أن هناك اختلافا كبيرا بين المطالعة التقليدية والقراءة يتضح ذلك من خلال أسلوب القراءة واختلاف مضامين القراءة. وأضافت قائلة إننا لا نقول أن كل المضامين من خلال القراءة التقليدية نافعة ايجابية إلا أن مضامين القراءة على شبكة الانترنت أقل نفعا وايجابية .
هذا وأشار احد مسئولي هيئة النشر الصينية الى أن القراءة التقليدية ستواصل نسبة انخفاضها تدريجيا خلال الخمسة والعشرة أعوام القادمة. وقال المسئول إن أوقات قراءة الصينيين تتقلص يوما بعد يوم، وفي الوقت نفسه تزداد أوقات جلوسهم أمام أجهزة الكمبيوتر أكثر فأكثر. قليل من الناس يقرأون الان كتابا كبيرا بهدوء من البداية الى النهاية. وقال المسئول أن ثورة جديدة في المطالعة ستأتي عاجلا أو آجلا خلال الخمسة والعشرة أعوام القادمة، ذلك يرجع الى أن المطالعة من على شبكة الانترنت لها ايجابيات عديدة لا تتمتع بها القراءة التقليدية، منها: حفظ كمية هائلة من مضامين المطالعة بسهولة، والفحص والاكتشاف السريع لموضوعات المضامين المرغوبة من الشبكة. الى جانب ذلك تتمتع المطالعة الحديثة بالتكلفة الأقل والانتشار السريع والمضامين المتنوعة الكثيرة اضافة الى تميزها بالطرافة والمتعة. بل إن القراء يمكنهم التبادل مع القراء الآخرين أثناء المطالعة من خلال شبكة الانترنت. وهذه نقطة هامة تجذب كثيرا من القراء الشباب الذين ولدوا وترعرعوا في العصر الالكتروني الحديث ويحبون التغيير وتبديل القديم بالحديث ويتطلعون الى توثيق العلاقات فيما بينهم.اضافة الى ذلك فإن أسعار الكتب تتصاعد الان يوما بعد يوم، الامر الذي يجعل أسلوب القراءة من على شبكة الانترنت أرخص من أسلوب قراءة الكتب. فإن القارئ على الانترنت يمكنه أن يقرأ عدة كتب كبيرة من خلال قرص صغير واحد فقط، وهذا يوفر كثيرا من النفقات بالطبع. لذلك فإن المزيد والمزيد من الجمهور خاصة القراء الشباب قد تحولوا من القراءة التقليدية الى القراءة الحديثة عبر شبكة الانترنت.
رغم أن القراءة الحديثة من على شبكة الانترنت لها العديد من المزايا البارزة إلا أن هناك كثيرا من الناس وخاصة أولياء الأمور بدأوا يعبرون عن قلقهم من مضامين هذه القراءة غير المناسبة للقراء الصغار. وحول هذه المسألة وازن السيد شا تشينغ / مدير شركة الإعلام بمدينة شينتشين بين الأمرين فقال إنه نظرا لاتجاه التطور الاجتماعي فإن المطالعة التقليدية والمطالعة الحديثة ستتطوران من خلال عنصر الوقت بالطبع. وقال إنه يجب على كل فرد أن يختار بشكل صحيح أسلوب المطالعة المناسب له حسب ظروفه الواقعية. وأضاف مؤكدا أن الكتب الالكترونية تستخدم الان رسوما متحركة والوانا زاهية متغيرة وحتى موسيقى وأنغاما جميلة لجذب القراء الذين يفضلون القراءة السريعة. أما الكتب التقليدية فتستطيع منح القراء المزيد من الوقت والفرص للتفكير والمراجعة. والان ندعو المواطنين الى زيادة المطالعة بأي أسلوب من الأساليب من أجل رفع مستواهم الادبي والثقافي ،ونرى أن المطالعة الحديثة على شبكة الانترنت أسلوب مفيد وفعال في هذه الناحية، لأن ذلك يوفر أرخص أسلوب لدور النشر لتنشر الكتب الادبية الجديدة والمؤلفات الكبيرة على مواقعها في شبكة الانترنت. والى جانب ذلك نرى أن هذا الاسلوب الحديث يوفر أيضا للقراء الفرص لزيادة تبادل الأراء بعد المطالعة وتوثيق علاقاتهم لتصبح شبكة الانترنت أكبر مكتبة مفتوحة يستطيع كل فرد أن يستفيد منها.
شكرا لك فاطمة
مساهمة في القمة