المجتمع المدني يتطلع إلى قرارات حاسمة
حالة طوارئ قصوى غير مسبوقة أعلنتها سلطات الشلف وغليزان تحسبا لزيارة الوزير الأول عبد المالك سلال يوم الخميس والسبت للولايتين والتي تدوم يوما واحدا حسب أجندة المحطات التي سيتوقف عندها المسؤول الأول على الجهاز الحكومي. ففي الشلف، اقتضى الأمر من السلطات قطع طرقات عمومية وتكثيف أشغال سريعة كإصلاح الطريق الرابط بين حي بن سونة وقلب المدينة وتكثيف وتيرة العمل في مشروع النفق المروري الواقع على الطريق الوطني رقم 04 الرابط بين وهران والجزائر العاصمة، والاستعانة بخدمات 100 إضافي عون للنظافة، وتوزيع عدد كبير من الأشجار المغروسة مع التركيز الزائد عن اللزوم على تنظيف المحاور السريعة التي سيمر عليها الوزير الأول في زيارة عمق وتفقد تقتصر على 8 نقاط رئيسية تنتهي مع منتصف اليوم نفسه قبل أن يجمعه لقاء بالمجتمع المدني بدار الثقافة لعاصمة الولاية.
وقال مواطنون بمدينة الشلف إن هذه الزيارة الوزارية عالية المستوى جاءت في وقت كان سكان الأحياء الشعبية ينشدون خدمات عمومية كانت متوقفة وكذا إصلاح المرافق المتضررة وصيانتها في ظل الوضع الصعب الذي آل إليه المحيط العام من شوارع وأزقة المدينة بعد بداية هطول الأمطار التي تعيشها المدينة منذ 5 أيام. وكشف مواطنون لـ«البلاد” أن كامل الطرقات التي سيعبر عليها الموكب الحكومي، عرفت أشغالا سريعة غير مسبوقة من التزيين والتزفيت على الرغم من التساقطات المطرية التي تعرفها المدينة، مشيرين إلى أن أشغال الصيانة الاعتيادية يتطلب إنجازها شهورا. وقد مست الأشغال التي وصفها شهود عيان بالترقيع و«الاحتيال” بلديات الشلف، بوزغاية، اولاد فارس، وادي سلي، وهي تقريبا المحطات التي سيتوقف عندها الوزير الأول خصوصا بالقطب الجامعي لأولاد فارس الذي ينتظر من سلال أن يعاين مشروع المطعم الجديد ومشروع 1200 مقعد بيداغوجي جديد، مع العلم أن القطب ذاته الذي دشنه رئيس الجمهورية قبل 4 سنوات يعيش أسوأ فتراته بسبب انزلاق التربة وهبوط تدريجي لبعض المنشآت الجامعية كالمطعم وأقسام معهد اللغات. كما يرتقب زيارته لمصنع المولدات الكهربائية بالمنطقة الصناعية بوادي سلي غرب عاصمة ذات الولاية وزيارة مرتقبة لقطب الميناء التجاري بتنس، هذه الأخيرة يتطلع سكانها إلى ملاقاة الوزير الأول للحديث عما وصلت إليه المدينة من تدهور ومخلفات حادثة سقوط الجسر القديم الذي عرقل حركية المرور وأدخل سكان الجهة الشرقية في العالم الداخلي، مما دفع بالسلطات إلى إطلاق مشروع استعجالي قوامه 60 مليار سنتيم لإعادة إنجاز جسر واد علالة من طرف مؤسسة كوسيدار لكون الهيكل المذكور يعد ممرا حيويا يربط ميناء تنس التجاري والأحياء وكذا البلديات الشرقية بمركز بلدية تنس.
كما قررت السلطات رفع وتيرة الاحتياطات الأمنية خلال زيارة الوزير الأول وتعزيز كامل الأماكن المتوقع نزوله إليها بفرق أمنية إضافية ستسهر على تأمين شوارع ومحيط جدول الزيارة وكذا تعميم تلك التدابير الأمنية على محيط دار الثقافة ومنع المشتبه فيهم دخول القاعة.
إلى ذلك يتطلع سكان البنايات الجاهزة من زيارة سلال لولايتهم الى قرارات جريئة لمسح مخلفات زلزال عمره 33 سنة وتطلعهم الى طي ملف البنايات الجاهزة الذي يظل يؤرق السلطات المحلية ويصنع الحديث من حين الى آخر وكلهم أمل في طي الجدل القائم حول الإعانات الأخيرة التي وصفت بالبخسة والتي يتعذر على 18300 عائلة منكوبة بناء مساكن محترمة.
الوزير الأول عبد المالك سلال سيشد الوجهة مساء اليوم نفسه الى ولاية غليزان في زيارة عمل وتفقد من أجل الوقوف على مشاريع جارية الأشغال وتدشين أخرى على غرار محول الطريق الاجتنابي للولاية بالاضافة الى وضع حجر الأساس لمشاريع في المنطقة الصناعية ببلعسل كمشروع صناعة الزجاج “انافا” وكذا المنطقة الصناعية الجديدة بسيدي خطاب التي ينتظر منها تتحول الى قطب تجاري على عقار مساحته 80 هكتارا مع تفقده مشاريع سكنية في كامل الصيغ أهمها مشروع 400 وحدة سكنية اجتماعية بمنطقة برمادية جنوب عاصمة الولاية، للتوج زيارة الوزير الأول بلقاء مع المجتمع المدني بقصر ابن باديس بعاصمة الولاية ويرتقب أن تطرح جمعيات محلية عدة انشغالات أهمها القطيعة التي تفرضها السلطات المحلية مع ممثليها مع ترقب شديد لتدخل أحد أعضاء مجلس الأمة لنشر غسيله مع كبار مسؤولي الولاية حسب ما أفاد به مصدرنا بالولاية.