"الشيخ" و"الحاج" التقيا الأربعاء بمقر الفاف ووضعا خلافاتهما جانبا
عقد رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، محمد روراوة، مصالحة مع المدرب رابح سعدان، دفن من خلالها الطرفان كل الأحقاد والضغائن التي سادت علاقتهما في السنوات الأربع الأخيرة، حيث اتفقا على ضرورة وضع مصلحة المنتخب الوطني بشكل خاص فوق كل اعتبار، خدمة للكرة الجزائرية المقبلة على تحديات هامة في المرحلة القادمة. وكان روراوة قد أعلنها صراحة خلال استضافته في حصة "الحلقة المفقودة" التي يعدها رئيس تحرير "الشروق" محمد يعقوبي على قناة "الشروق تي في"، وتبث سهرة الثلاثاء المقبل، حيث أكد استعداده لفتح الباب أمام سعدان والتعاون معه مجددا.
استقبل رئيس الفاف محمد روراوة، مساء أول أمس، بمكتبه بمقر الاتحادية بدالي براهيم، مدرب المنتخب الوطني الأسبق رابح سعدان، الذي كان مرفوقا بنائب رئيس الفاف، وعضو المكتب الفدرالي، جهيد زفيزف، الذي يعد حلقة وصل بين الرجلين، في ظل تمتعه بعلاقة متينة معهما، كما أن عضو المكتب الفدرالي الآخر وليد صادي المكلف بالمنتخبات الوطنية، كان هو الآخر همزة وصل بين الطرفين، وساهم في لقائهما، وإحداث القطيعة مع الخلاف الذي كان قائما بينهما.
ودام لقاء روراوة وسعدان ساعتين كاملتين، تحدث خلالها الرجلان بصراحة، وعبر كل منهما عما يختلج في صدره، قبل أن ينتهي اللقاء حوالي الساعة التاسعة مساء، وسط أجواء رائعة، لينتهي بذلك مسلسل "حرب باردة" انطلقت في خريف العام 2010، عندما غادر سعدان العارضة الفنية للخضر عقب التعادل أمام تنزانيا بنتيجة 1/1، في أولى جولات التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا 2012 بالغابون وغينيا الاستوائية.
وحسب مصدر عليم، فإن روراوة فتح الباب مجددا أمام سعدان، قصد التعامل مع الاتحادية ووضع الخبرة الطويلة التي يملكها تحت تصرفها، وهو الأمر الذي لم يمانعه "الشيخ" الذي أبدى ليونة كبيرة في التعامل مع الموقف، وحسب مصدرنا، فإن رئيس الفاف قد يمنح سعدان منصبا تقنيا في الفاف أو أحد مديرياتها، على غرار المديرية الفنية للمنتخبات الوطنية، والتي لم تتضح الرؤية بشأن مديرها سعيد حدوش الذي يوجد منذ حوالي 3 أشهر ببلجيكا، للوقوف بجانب زوجته المريضة، ما جعل منصبه شاغرا، بما أن المدرب توفيق قريشي هو من يسير هذه الهيئة بالنيابة، وأضاف مصدرنا بأن رئيس الفاف متمسك بخدمات حدوش، بالنظر للعقد الذي يربطه مع الاتحادية، ولم يقرر بعد في مصيره، لكنه قد يضطر لإعفائه من منصبه في حالة استمرار غيابه عن المديرية لفترة أطول، وقد يتم تعويضه بسعدان الذي يسبق له تقلد هذا المنصب في مناسبات عديدة.
وسبق لروراوة أن تعامل مرتين مع الشيخ سعدان، والأولى كانت خلال عهدة روراوة الأولى في مطلع الألفية الثالثة، عندما شغل المدرب منصب المدير الفني، وقاد "الخضر" إلى نهائيات كأس إفريقيا 2004 بتونس، وبلغ الدور ربع النهائي، وأما الثانية فكانت خلال العهدة الثانية لروراوة الذي وجد سعدان مدربا للخضر، بعدما تم تعيينه في عهد الرئيس السابق عبد الحميد حداج، حيث قاد روراوة وسعدان الخضر إلى الدور نصف النهائي من كأس إفريقيا 2010 بأنغولا، وكذا نهائيات كاس العالم 2010 بجنوب إفريقيا للمرة الثالثة في تاريخ الجزائر، وبعد 24 سنة من الغياب.
ولم تكن علاقة روراوة وسعدان "سمنا على عسل"، خاصة بعد نهاية علاقة الرجلين ببعضهما في سبتمبر 2010، حيث تبادلا "رسائل مشفرة" تحولت فيما بعد إلى "حرب باردة" بسبب الانتقادات "الضمنية" التي وجهها كل طرف للآخر، خاصة خلال نهائيات كاس أمم إفريقيا 2013 بجنوب إفريقيا.