ارتبطت تسمية الأولاد والبنات عند العرب بالعادات والتقاليد وبطبيعة البيئة ونهج الحياة، ومن هنا اختلفت التسميات عند عرب البوادي وهم الأعراب الذين يعيشون في البادية عن عرب الحواضر، أي الذين يعيشون في المدن، فالحياة في البادية خشنة جافة تتطلب القوة والبأس والشجاعة، فكان الأعرابي يحب لابنه أن يكون في قوة وصرامة وشديد البأس والبطش يتميز بالصبر والجلد ويتحمل طبيعة الحياة فيختار له اسم «أسد» أو «ليث» أو «أسامة».. أو يسميه بأسماء طيور كاسرة تتصف بالثبات وحِدة النظر مثل «عقاب» أو «صقر» أو يسميه باسم نبات الصحراء تلك التي فيها مرارة وأشواك «كحنظلة» و«طلحة» و«قتادة» وقد يسمي ابنه بأسماء صفات فيها معنى الغلبة والقهر والتيمن بالنصر «كغالب» «غلاب» و«تغلب» و«مقاتل» و«شداد».
أما عرب الحواضر فلم يكونوا أهل حرب، وانما كانوا أهل تجارة وزراعة فكانوا يختارون لأبنائهم أسماء صفات فيها تفاؤل بنيل الحظ والسعادة، والسلامة وطول العمر، وكثرة الخير مثل «سعيد»، «سعد»، أو «أسعد» أو «سالم» أو «سلمان» أو «خالد» أو ما شابه ذلك.
كذلك كانوا يسمون بأسماء فيها معنى الفاعلية والعزم «كعاصم» و«حارث» و«همام» أو يسمونهم بأسماء الفصول، كالربيع أو بأسماء الكواكب، «كنجم» و«بدر» و«سهيل».
وكثيراً ما كانوا يسمون أبناءهم بعبدات آلهتهم أو مقدساتهم «كعبدالعزى» أو «عبدهبل» أو يسمونهم بعبدات كبرائهم «كعبدالمطلب» أو «عبديزيد».
وكان العرب أيضاً يسمون أبناءهم بأسماء الأنبياء «كآدم» و«نوح» و«يعقوب» و«داود» و«سليمان».
أما البنات فكانوا يسمونهن بأسماء الزهر كوردة، وزهرة، وريحانة، أو بأسماء فيها السعد «كسعادة» و«ميمونة» أو بأسماء فيها معنى الحسن أو ذات جرس مستحب مثل ليلى، سلمى، فاطمة، عائشة، سكينة، جميلة، ومليكة إلى غير ذلك من أسماء وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو إلى تسمية الأبناء بأسماء فيها معنى العبودية لله، أو فيها معاني الخير والتيمن، ولذلك فقد حرص صلى الله عليه وسلم على تغيير أسماء بعض الرجال والنساء بأسماء قد اختارها لهم، فبدَّل اسم رجل كان يدعى «حرباً» فسماه «سلماً» وبدَّل اسم رجل يدعى «شهاباً» فسماه «هشاماً». وقد شاعت التسمية بعد الاسلام بمحمد، أحمد تبركاً بالرسول وتفاؤلا به صلى الله عليه وسلم.
وكان من عادة العرب تسمية الذكور بأسماء مؤنثة «كأسامة» مثل «أسامة بن زيد» وأسماء مثل «أسماء بن عمير»، وخزيمة، وربيعة، وهند.
وكان من عادة العرب أيضاً استعمال صيغة التصغير في بعض التسميات مثل «عبيِّد» و«كليب» و«أسيد»، «نمير» و«أميمة».
كذلك جرت عادة العرب على التسمية بأسماء الشهور مثل رجب، شعبان، رمضان.... أو باسم الأيام مثل خميس، جمعة. وكان من عادة العرب أيضا ان يكنوا الولد وهو صغير فقد كنى النبي صلى الله عليه وسلم عبدالله بن الزبير بأبي بكر.
... وقد يكنى باسم ابنته كأبي أمامة وكان للنساء أيضا كنى، كأم أيمن، أم كلثوم.
ومن ذلك كله يتضح مدى ارتباط التسميات والكنى والألقاب بالعادات والتقاليد وبطبيعة البيئة ونهج الحياة.