تنكئين الآن جرحا كنتُ أحكمتُ وصيده
وتزيدين إصطلائي بحُميَّايَ العنيدة
قلت ماذا ؟ليس كحلا..
انما هم يسرقون الشوف من عين القصيدة
يا ابنة الحرف الموشى بالخزامى
بعبير الشيح في الأرض السعيدة
إيهِ ياريمية المعنى المُعنَى
بُح صوتي وأنا أبكي بلادا سرقوها
ثم مروا فوق جرحي وإنتظاري
فوق حزني وإنكساري فوق نزفي وإحتضاري
سرقوها بالمواثيق الجديدة
يا بلادي قسمي النيل إذا كنت تريدين إنقساما
قسمي الشمس فما زالت تغني للبيوت السمر من نمولي لحلفا
وتسمي أهلها السمر كراما
قسمي الليل المغني حين يشدو العطبرواي أنا سوداني
فنفنى فيك وجداَ وهياما
قسمي قلبي إذا كنت تريدين إنقساما
قسمي أحلامنا عدلاَ وقسطاسا مبينا
قسمي أشواقنا أفراحنا أحزاننا تاريخنا الممتد فينا
كلما نودي: يا (زول) إلتفتنا لهفة ودا وحبا وحنينا
فامنعينا
قسمي الأرض وقلبي والمراعي ودمي
والسماوات وروحي والفضاءات ونبضي
يا بلادي
آآآآه يا كلي وبعضي يا معي هل أنت ضدي؟
نوح معي أيها الشاعر وأبكي
فأنا أطلب التأشيرة اليوم بأرضي
قلتي ماذا؟
يسرقون الكحل اليوم من كحل القصيدة
إنهم هم سارقو الثورة والتاريخ والأحلامَ
والمستقبل الآتي ودمعات اليتامى
سرقوا تونس من ثورتها
سرقوا دارفور من ثروتها
سرقوا لبنان من روعته
سرقوا الجولان من عزته
سرقوا الصومال من إخوته
والعراق الحر من هيبته
سرقوا السودان من وحدته
وفلسطين المجيدة
وتقولين لماذا يسرقون الكحل من عين القصيدة؟
إنما الأرض ستبقى وتثور
طيننا يمكن أن يصبح نارآ
طيننا يمكن أن يصبح نور
بقلم روضة الحاج