تكنولوجيا الاتصال
مقدمة :
يعود الاهتمام العالمي بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلى عقود ماضية عدة، وعلى الرغم من أن العقد الماضي قد شهد مؤتمران دوليان تحت مسمى الاجتماع العالمي لمجتمع المعلومات information society World summit forعقدا في جنيف 2003 ، وفي تونس 2005 فإنه أيضا في هذا السياق ينتظر للقاهرة أن تستقبل المؤتمر الرابع في 2009.
كما يمكن ملاحظة أن هناك ثمة اهتمام دولي متصاعد ومتسارع بما يسمى بمجتمع المعلومات Information Society ، يعني أنه قد أصبح هناك يقين عالمي بأن هذه التكنولوجيا قد دخلت في جميع مسام الأعمال اليومية للدول والمؤسسات والأفراد، إلى الحد الذي كونت فيه مجتمعاً قائماً بذاته، وأيضا إلى الحد الذي شكلت فيه مجتمعا جديدا قائما بذاته يختلف عن المجتمع الانساني الطبيعي الذى نعيشه، هذا المجتمع مبني من ملايين الحاسبات المنتشرة في جميع أنحاء العالم ومن ملايين الوصلات الشبكية، ويتم فيه ارسال واستقبال عشرات المليارات من الرسائل المعلوماتية.
لا ينظر لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات اليوم على أنها مجرد أداة لتسهيل وتيسير الأعمال المؤسسية والفردية ، بل أصبح ينظر إليها على أنها ضرورة قصوى من أجل اللحاق بكل المتغيرات الآنية في العالم ، هذه المتغيرات التي أصبحت تتشكل على أسسها قرارات الدول والأفراد، وأصبحت هذه التكنولوجيا هي عماد الاقتصاد لبعض الدول، إن لم تكن قد أصبحت تشكل جزءا هاما من اقتصاد كل دول العالم.
أصبح أيضا المكون المعلوماتي من أرقام وبيانات واحصاءات جزءاً لا يتجزأ من الأرضية التي تتخذ عليها القرارات الاستراتيجية وحتى التكتيكية منها ، كما أصبح ينظر إلى التكنولوجيا التي تساعدنا على الوصول إلى هذه المعلومات على أنها واحدة من الوسائل الهامة للوصول إلى الأهداف المجتمعية المتفق عليها عالمياً والمتعلقة بالشفافية وما يترتب عليها من نزاهة وتجرد وصولاً إلى الديمقراطية السليمة.
وعلى ذلك فإن هذا الكتيب يعد أداة لطالب ماقبل التخرج بقسم الاعلام، أداة للتعرف على المفاهيم المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومكوناتها والأدوار التي يمكن لها أن تقوم بها داخل مؤسسات العمل الإعلامي والفوائد التي يمكن أن تعود على هذه المؤسسات من استخدامها وتوظيفها التوظيف الأمثل في جميع عمليات الاعلام، ومايمكن أن تحصل عليه من قيمة مضافة لأعمالها نتيجة هذا الاستخدام الواعي والمدروس.
هذا الدليل على الرغم مما يقدمه من شروحات وعرض للمفاهيم المتعددة المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلا أنه لا يعد كاف لوحده للوصول لمفهوم عميق لهذه التكنولوجيا، وإنما يعد مفتاحاً لها، وهذا يستوجب معه الرجوع لدراسات وتقارير وأبحاث أخرى تحمل مضامينا أكثر تفصيلاً عن المفاهيم العلمية الراهنة، المتطورة أو تلك الراسخة معا لعلوم الاتصالات والمعلومات.
1 – ماهية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات :
مر العالم عبر تاريخه بمجموعة من العصور هي التي حددت تطوره ، وتحددت هذه العصور التاريخية بناء على أدوات تخزين واسترجاع المعلومات بشكل أساسي إضافة إلى بقية الأدوات الحضارية التي نقلت المجتمعات من حضارة إلى أخرى، وعلى هذا الأساس ينظر إلى العالم عبر العشرة آلاف السنة الماضية من عمر البشرية على أنه عبر الجسر الموصل إلى عصر المعلومات من خلال ثلاثة عصور سابقة ، هي عصر الصيد والقنص ثم العصر الزراعي ثم العصر الصناعي وصولاً إلى العصر الأخير الذي يطلق عليه الآن عصر المعلومات information age وإن كان بعض المتخصصين يفضلون إطلاق مصطلح عصر المعرفة على السنوات العشر الأخيرة، وإن كان هذا الأمر مازال محل جدال.
إن هذا المصطلح "عصر المعلومات" لايعني فقط اعتماد الإنسان على استخدام الحاسب والوسائل الإلكترونية فى جميع أعماله، وإنما يعني أيضا ازدياد حجم المعلومات التي انتجها البشر خلاله، كما تعني أيضا الاعتماد على المعلومات المتاحة في جميع عمليات التنمية، بجانب حرية تداول المعلومات والبيانات بهدف إنتاج أكبر للمعرفة والمعلومات، فالمعلومات تزيد بالاستخدام ولاتزيد بالحد من حركتها.
الملاحظ في هذا الأمر أن الإنسان كلما ابتعد عن استخدام عضلاته البشرية وتوجه نحو استخدام الآلة كلما كان أكثر تحضراً ، وكلما كانت مساحة تخزين معلوماته ومعارفه أصغر حجماً كلما كانت أكبر قدرة على احتواء أكثر كمية من المعلومات وكلما أيضا ماكان أكثر تحضراً، وعلى ذلك يرى كثير من الخبراء أن استخدام الحاسب الآلي Computer يعد نقطة انطلاق ثورة عصر المعلومات ، وإذا أضيف إلى ذلك استخدام كل أشكال الاتصالات الحديثة من الأقمار الصناعية والألياف الزجاجية الممتدة تحت أسطح البحار والمحيطات، فإن عمليات تخزين المعلومات وتوصيلها من مكان إلى آخر ، يعد أقصى درجات انتصار البشرية – حتى هذه اللحظة – في استخدام أدوات تكنولوجية لتخزين المعلومات واسترجاعها ونقلها بين مكان وآخر ، وتمثل شبكة الإنترنت في شكلها الحالي الشكل الأساسي الحالي لاستقرار عصر المعلومات.
ثمة كثير من الشواهد في العصر الحالي بأن البشرية تمكنت بشكل أو بآخر من القبض أخيراً على خناق أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وبأنها تستخدمها في اتخاذ القرارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية. على الرغم من وجود آراء أخرى معارضة لذلك تقول بأننا ماماوالنا في بداية عصر المعلومات، وبأن اكتشاف الحدود الذي يمكن أن يتقدم إليها البشر مازال مجهولا، أو كما يقول البعض أننا ماماوالنا في مهد عصر المعلومات.
إن ما انتجته البشرية – على سبيل المثال – من معلومات خلال عامي 2003 و 2004 يوازي كل ما انتجته البشرية من معلومات منذ بداية التاريخ وحتى بداية القرن الواحد والعشرين ، وفي مجال الكيمياء وحده وصلت عدد البحوث والدراسات التي سجلتها واحدة من أشهر أدوات حصر المعلومات في العالم * إلى 30 مليون دراسة عام 2005 ، هذه الأرقام تقف دلالاتها عند حدود ردود أفعال دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تقدم البحث العلمي.
أصبح بإمكان كل باحث لديه حاسب آلي ويمكنه الاتصال بشبكة الانترنت من أن يضع على جهازه عشرات بل مئات الأبحاث بلغات متعددة ، ومما مكنه في ذات الوقت من تقليل زمن إعداد أبحاثه التي كانت تستغرق سنوات منذ عشر أو عشرين عاماً إلى بضعة أسابيع الآن ، وكذلك مكنه استخدام شبكة الإنترنت من الاتصال بالعديد من العلماء والخبراء عبر العالم في مجال تخصصه، ومن استشارة أدوات البحث بجميع أنواعها على شبكة الإنترنت في الحصول على ما يريده من معلومات عن أي شيء على ظهر الأرض.
لقد مر اختراع الحاسب الآلي بالعديد من الصعوبات ، ومرت البرامج التي يمكن استخدامها من خلاله بالعديد من التطورات ، كذلك مرت أساليب تخزين واسترجاع المعلومات بكثير من التجارب حتى تستقر على أوضاعها الحالية ، وجرت مئات الآلاف من التجارب على أشكال الاتصال بين الحواسيب ، حتى أن شبكة الإنترنت نفسها مازالت في طور التجارب ، وعلى الرغم من كل ذلك فقد قدمت هذه المجموعة من التكنولوجيا – غير المستقرة حتى الآن – العديد من الخدمات البشرية ككل ، وهي في مجال الاعلام قد أثبتت جدواها في المؤسسات الصحفية وشبك التليفزيون والاذاعه. تأكيداً على كل ما سبق ، فإنه يمكن لنا التعرف على المفاهيم المتعلقة بمكونات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، حتى يمكننا الانتقال إلى أدوارها وفوائدها للعمل الإعلامي.
2 – دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التنمية الاقتصادية والاجتماعية :
من أجل تطبيق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في جميع مناحي الحياة ، لابد أن نقتنع أولاً بأهميتها وبالدور الذي يمكن أن تلعبه في خلق مجتمع الرفاه ، وثانياً بما يمكن أن تقدمه من قدرة على تغيير مستوى المعيشة ومستوى التفكير وصولاً بأفراد المجتمع إلى درجات ابداعية عالية ، ويعرض الشكل التالي العلاقة بين التكنولوجيا والتنمية البشرية.
لا شك أن تقارير الأمم المتحدة المختلفة قد أشارت إلى أهمية استثمار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في دفع عجلة التقدم الاقتصادي والاجتماعي والسياسي ، وليس هناك من شك الآن في الدور الذي يمكن أن تلعبه التكنولوجيا في مجال البرلمانات كجزء من التنمية السياسية المعتمدة على تكنولوجيا المعلومات، هذا الدور الذي يعد من أوائل اهتمامات المجتمع العالمي.
تعزز تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من قدرات الاعلام ، إضافة إلى أنها توفر العديد من الوسائل لتعظيم انتاجيته كجهاز يمثل الرأي العام، كما توفر الأدوات المساعدة على قياس أدائه ، ناهيك عن تسجيل اللقاءات بين الكتاب والصحافيين، وتوفير قدر عال من المرونة في الاتصالات الداخلية ، وامكانية متابعة وملاحقة الأماكن التي تمثل عنق زجاجة بالنسبة لأعمال مؤسسات الاعلام، وبالتالي حل مشكلاتها والقضاء عليها، إضافة إلى كل ذلك معالجة نواحي القصور التي يمكن أن تظهر في عمل المؤسسات الاعلامية، وتوفيروقت العاملين لأداء أعمال أكثر إبداعية بدلاً من قيامهم بأعمال تكرارية يمكن للحاسب القيام بها بسهولة، إضافة إلى توفير الفرصة أمام تلقي مقترحاتالقراء وشكاواهم والبحث عن حلول وتوصيل أصوات أصحابه لمتخذ القرار، إن هذا الشكل من العمل يوفر شفافية مطلقة أمام أصحاب المصالح اختلفة داخل المجتمع :
يجب تطويع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على تقديم حلول مبتكرة لمشكلات دول العالم الثالث الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وليس الاعتماد فقط على تلك الحلول التي خرجت بها دول العالم المتقدم لمشكلاتها، إن العمل بمثل هذا المبدأ سوف يوفر على دول العالم الثالث الكثير في سبيل إعادة التفكير في الطرق التي يمكن بها استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لحل تلك المشكلات المزمنة التي تواجهها هذه الدول.
وعلى ذلك فإن التفكير الابتكاري لما يمكن أن تقدمه التكنولوجيا للدول الناشئة يجب أن يكون مختلفاً على وجه كبير مما قدمته في دول العالم المتقدم. هناك علاقة ايجابية عالية بين التنمية البشرية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية وبين تكنولوجيا المعلومات.
لقد ساهمت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في رفع مستوى المعيشة في دول العالم المتقدم وفي توفير المعلومات الداعمة على اتخاذ القرارات الاستراتيجية نحو مجتمع أكثر رخاء، إضافة إلى أنها خلقت ملايين من فرص العمل، ودعمت اقتصاد الدول، ومكنت من تقديم نوع من التعليم أكثر إيجابية، كما ساعدت على حل مشكلات صحية مجتمعية من خلال وسائل الاتصال، ومكنت من المساعدة على الحد من الفقر في بعض دول العالم النامي، في ذات الوقت الذي تمثل فيه تكنولوجيا المعلومات والاتصالات عصباً رئيسياً في اقتصاد الدول المتقدمة.
3 – تعريف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات :
مصطلح تكنولوجيا هو مصطلح مكون من شقين الشق الأول يعني تكنو ومعناه المهارة الفنية، ولوجي معناه العلم، وعنى ذلك أن مصطلح تكنولوجيا يعني تكنولوجيا المهارة الفنية.
أما مصطلح اتصال فيعني الوسيلة أو الأداة أو الطريقة التي يتم عبرها نقل المعرفة والأفكار من شخص إلى آخر أومن جهة إلى أخرى بقصد التفاعل والتأثير المعرفي أو الوجداني في هذا الشخص أو هذه الجهة أو إعلامه بشيء أو تبادل الخبرات والأفكار معه أو إقناعه بأمر ما أو الترفيه عنه . مثل اللقاء والورشة العلمية والمحاضرة أو الندوة أو المؤتمر العلمي وغير ذلك .
يمكن القول بأن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات هي مجموعة الأدوات والأجهزة التي توفر عملية تخزين المعلومات ومعالجتها ومن ثم استرجاعها ، وكذلك توصيلها بعد ذلك عبر أجهزة الاتصالات المختلفة إلى أي مكان في العالم ، أو استقبالها من أي مكان في العالم.
أهداف الاتصال :
يهدف الاتصال إلى تحقيق نوعين من الأهداف هما : الهدف العام ، والهدف الخاص.
الهدف العام للاتصال : عادة ما تسعى الشعوب إلى الاتصال بتراثها ؛ أي الاتصال بما خلّفه الآباء والأجداد من معارف وخبرات وتجارب وقيم ، كما تسعى إلى الاتصال بما خلّفته الشعوب الأخرى . وهذا النوع من الاتصال يساهم في إغناء تجارب الأبناء، وقد يكون في نموذج اللغة الهيروغليفية ومعرفة حروفها ماأفادنا في التعرف على التاريخ الفرعوني كله، إنه هنا الاتصال التاريخي كما يطرحه هذا النموذج، ومعنى ذلك أنه لايمكن أن يحدث اتصال مباشر بين كائنات مختلفة، وإذا حدث فإنه يكون اتصالا رمزيا، بينما إذا أراد صحفي مثلا أن يتحدث إلى متخصص في التنمية البشرية فيجب أن يكون واعيا بمصطلحات ومفردات وقضايا التنيمة البشرية.
الهدف الخاص للاتصال : وهذا الهدف يتوزع بحسب المرسِل أو المستقبِل :
وجهة نظر المرِسل : يهدف المرسِل إلى التأثير في المستقبِل أو إعلامه بالأخبار أو إقناعه بالأفكار أو نقل الأفكار إليه أو تعليمه . مثل : سعي المدرس لنقل المعرفة إلى طلابه ، وسعي الخطيب إلى التأثير العاطفي والوجداني في عامة الحضور وسعي طالب الوظيفة فـي إبراز قدراته ومهاراته الذاتية والعلمية في لجنة المقابلة ، وغير ذلك .
وجهة نظر المستقبِل : يهدف المستقبِل من تلقي رسالة المرسِل إلى فهم الأفكار ومعرفة الأخبار الأخبار وتعلّم مهرات جديدة وفهم ما يحيط به من أحداث ومشكلات والحصول على معارف تنمّي شخصيته وتهينه على حل مشكلات حياته الراهنة والمستقبلية .
أركان الاتصال الأربعة:
المرسِل
المستقبِل
الرسالة
قناة الاتصال
أولاً- :
المرسِل : هو الطرف الأول في عملية الاتصال لأنه المسؤول عن اختيار شكل الرسالة وطبيعتها ومضمونها وطريقة إيصالها .
1- : المهارات العامة للمرسِل :
- العلم الجيد بالموضوع الذي يريد إرساله .
- الذكاء الوظيفي
- وضوح الهدف
- القدرة على التعبير
- القدرة على تحصيل المعرفة
- القدرة على إدراك فحوى الكلام
- القدرة على اختيار قناة الاتصال وتوظيفها
- القدرة على التقويم
-
2- : المهارات الخاصة للمرسِل :
- - مهارة التحدّث
- - مهارة الكتابة
- - مهارة القراءة السليمة
- - مهارة الإصغاء الإيجابي
- 3- : أنواع المرسِل :
- - المرسل المبدع
- - المرسل الدقيق
- - المرسِل العادي
- - المرسِل المشوّش
- ثانياً -
: المستقبِل : هو الطرف الذي يتلقّى رسالة المرسِل ويفهمها ويتفاعل معها ويبدي رأيه فيها .
- يحتاج المستقبِل إلى نوعين من المهارات لكي يكون مؤهّلاً لاستقبال رسالة المرسِل والتفاعل معها .
- أ- المهارات العامة للمستقبِل : وهي :
- 1- : المهاراة اللغوية
- 2- : المهارة العقلية
- 3- : المهارة النقدية
- 4- : المهارة الأخلاقية
- ب- المهارات الخاصة للمستقبِل : وهي :
- 1- : مهارة فهم الرسالة واستيعاب مضمونها ودلالاتها والتفاعل معها
- 2- : مهارة الارتباط الدلالي المتبادل
- 3- : مهارة إبداء الرأي في قضايا المجتمع والوطن والأمة
- 4- : مهارة اكتساب الخبرات وتعديل أنماط السلوك
- ثالثاً -
: الرسالة : هي المحتوى الذي يريد المرسِل أن يوصلَه إلى المستقبِل .
- 1- شكل الرسالة : هو الصورة التي تحملها الرسالة .
- والشكل في الرسالة خمسة أنواع ، هي :
- الشكل اللغوي : النصوص المكتوبة والشفوية ، الكتب ، الصحف الإعلانات .
- الشكل اللوني : اللوحات - الوشائل التعليمية ، الإيضاحية - الأطالس الجغرافية - الرسوم المصاحبة للمواد المكتوبة في المعاجم والمجلات .
- الشكل الضوئي : إشارات المرور .
- الشكل الرقمي : الجدوال - البيانات الإحصاءات - حسابات البنوك ، والمؤسسات .
- الشكل الصوتي : الإذاعة ، مكبرات الصوت ، المؤثرات الصوتية المصاحبة للأشرطة السينمائية والتلفازية والمسلسلات .
- 2- : مضمون الرسالة : هو المحتوى المراد إيصاله إلى المستقبِل في شكل من أشكاله السابقة .
- وأنواع المضمون كثيرة تشمل كافة جوانب الحياة الفكرية ، والوجدانية ، والعلوم الإنسانية : كالفن والحقوق والسياسة والتاريخ والجغرافية والتربية ، والعلوم التطبيقية كالطب والفبزياء ، وغير ذلك .
- 3- : طبيعة الرسالة : تُقسم الرسالة بحسب طبيعتها إلى ستة أنواع ، هي :
- أ- الرسالة الحيادية : هي الرسالة الوصفية التي تعرض الشيء كما هو في الواقع جون أن تقرنه برأي كاتبه أو مقدّمه ودون أن تضمنه أية مشاعر أو أحاسيس . مثل الأفلام الوثائقية .
- ب- : الرسالة الانتقادية : هي الرسالة التي تحرص على بيان الصواب والخطأ في الموضوع.
- ج- : الرسالة الترسيخية : هيالرسالة التي تجعل هدفها ترسيخ ماهو قائم وتبتعد عن التشكيك فيه .
- د- : الرسالة الوعظية :هي الرسالة التي تسعى إلى توير الناس وتعليمهم وتربيتهم من خلال بيان الخطأ الصواب والنافع والضار في القضايا الدينية والاجتماعية .
- هـ- : الرسالة الخبرية : هي الرسالة التي تهدف إلى إيصال خبر منالأخبار إلى المستقبل سواء أكان هذا الخبر ساراً أم محزناً .
- و- : الرسالة التحليلية : هي الرسالة التي تفتت النص إلى جزئياته لتتمكن من وعي مكوناته ومن إدراك العلاقة بينها ومن معرفة أسبابها ونتائجها .
- 4- : قناة الاتصال :
- هي القناة التي تتكفل بنقل الرسالة إلى المستقبل . فقد تكون هذه القناة اللغة البشرية المنطوقة كالتلفاز والإذاعة والخطابة والمؤتمر ، ووقد تكون اللغة البشرية المكتوبة في الكتب والمجلات والإعلانات وقد في الخط ( الخرائط واللوحات ) أو الضوء والصوت .
- 1- : المستويات اللغوية الوظيفية لقناة الاتصال :
- أ – : المستوى التذوقي الجمالي : يستخدم هذا المستوى النصوص الأدبية التي تسعى إى إقناع الآخرين وإمتاعهم من خلال التأثير الوجداني في نفوسهم . ويحتاج هذا المستوى إلى اللغة الفصحى كالقصص والروايات والمسرحيات والشعر . وأحياناً يميل هذا المستوى إلى إلى الجانب الشفوي فيقدم منطوقاً كالشعر النبطي . والمسلسلات ...
- ب- : المستوى العلمي النظري . يُستخدم هذا المستوى في النصوص العلمية التي تسعى إلى تقديم معرفة أو ترسيخ مهارة تخص علماً من العلوم الإنسانية والتطبيقية والهندسية والطبية .
- ج- : المستوى الاجتماعي الوظيفي : يُستخدم هذا المستوى في قضايا الاتصال الاجتماعي الوظيفي اليومية كالبيع والشراء والعلاقات الاجتماعية العمة والخاصة . وتلجأ قناة الاتصال فيه إلى العامية .
- 2- : الضوابط اللغوية لقناة الاتصال : من أجل التأثير في المستقبِل لابد من الالتزام بثلاثة ضوابط لقناة الاتصال هي :
- أ- : قدرتها على إيصال المحتوى . فكثيراً من النصوص ذات المحتوى العلمي تمتلك لغة ركيكة فتفقد القدرة على التأثير في المستقبِل .
- ب- : تيسيرها وتقديمها بشكل مرتّب ومنظّم ، مثل اختلاف طرق إيصال المعلومة لدى أساتذة الجامعات .
- ج- : مراعاتها للمستوى العقلي للمستقبِل ، مثل مخاطبة من هم أدنى منا علماً.
بناء على هذا المفهوم الواسع والبسيط يمكن لنا تحديد مكونات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، ومن ثم أهم استخداماتها.
4 – تكنولوجيا المعلومات والاتصالات :
المكونات :
يمكن لنا ببساطة الإشارة إلى أن أي جهاز حاسب مرتبط بشبكة الانترنت يمكن أن يمثل مجموعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، ولكن الأمر دائماً ليس بهذه البساطة.
إن استخدام أي عنصر أو أداة متعلقة بتكنولوجيا المعلومات في أي مجال أو صناعة يمثل في حد ذاته مظهراً من مظاهر تكنولوجيا المعلومات ، ولكن العمود الفقري في تكنولوجيا المعلومات هي أجهزة الحاسب.
4-1 الحاسب الآلي Personal Computer (PC's)
الحاسب الآلي أو الكمبيوتر أو الحاسوب كلها مسميات لهذه الآلة التي تتكون من مجموعة من الأجزاء هي :
أ – المعالج Processor : وهي الأداة التي يمكن أن تقوم بمعالجة المعلومات والبيانات التي يمكن ادخالها في الحاسب.
ب - أداة التخزين Storage Media : وهي تمثل القرص الصلب الذي يتم تخزين المعلومات عليه بهدف حفظها أو استرجاعها أو معالجتها في وقت لاحق.
ج - أدوات ادخال واستخراج البيانات Input / Output tools : وهي تنمثل في تلك الحالة لوحة المفاتيح Key Board والفأرة Mouse والماسحة الضوئية Scanner وكلها أدوات لادخال البيانات وتخزينها على القرص الصلب للحاسب أو أي أداة تخزين خارجية كالأقراص الممغنطة والأقراص الضوئية وغيرها.
أما أدوات الإخراج والعرض فهي تمثل شاشة الحاسب Monitor التي يتم عرض المعلومات عليها ، وكذلك الطابعة Printer التي يتم استخراج المعلومات في شكل مطبوع عليها، وكذلك تمثل الأقراص الممغنطة والضوئية أدوات لإخراج المعلومات والبيانات عليها والرجوع إليها عند الضرورة.
تمثل هذه المجموعة من المكونات أبسط أشكال مكونات الحاسب الآلي ، ويمكن القول بأن هذه الأجهزة تطورت بشكل درامي منذ منتصف الثمانينيات حتى الآن ، وعلى الأخص في الأجزاء المتعلقة بسرعة المعالج الذي يتحكم في القدرة على معالجة البيانات والمعلومات ، وأيضاً في القدرة على التخزين حيث ظهرت الحاسبات الأولى بدون أجهزة داخلية لحفظ المعلومات كالأقراص الصلبة Hard Disks وإنما بأقراص مرنة فقط يتم تشغيل الحاسب بها ومن ثم تخزين المعلومات عليها وكانت كمية البيانات والمعلومات التي يمكن تخزينها عليها متواضعة للغاية ويمكن تشبيه قدرات الحاسبات وتطورها خلال العشرين عاماً الماضية بأنه الفرق بين عربة تجرها أحصنة تسير بسرعة خمسة كيلو مترات في الساعة وبين صواريخ (ساتيرن) الحاملة لسفن الفضاء التي تسير بسرعة توازي ثلاثة وعشرين ضعفا ونصف بسرعة الصوت ، وهو ما يعني إجمالاً تطوراً هائلاً في قدرة الحاسبات سواء على التخزين أو المعالجة أو سرعة البحث عن المعلومات.
لايتعلق الأمر فقط بهذه التطورات المتعلقة بجهاز الحاسب أو بإمكاناته، وإنما أيضا بالأجهزة الملحقة عليه كالماسحات الضوئية وقدراتها على تصوير الصفحات بألوان مختلفة، أو بالطابعات وسرعاتها الهائلة فى الطباعة، كذلك ارتفاع قدرات التخزين فى الأقراص الضوئية Cd’s حتى أن القرص الواحد ممكن أن يحتوى على معلومات تبلغ نصف مليون صفحة مقاس A4.
امتد الأمر إلى ظهور أجهزة الحاسبات الخادمة Servers والتي تبلغ سرعة معالجتها أضعاف سرعة معالجات الحاسبات الشخصية، وكذلك القدرة الهائلة على تخزين البيانات ومعالجتها.
ولم يتوقف الأمر على ذلك بل تعداه إلى مستوى الحماية التي يمكن أن تكفلها أجهزة وبرامج التأمين من الدخول غير المشروع على الحاسبات سواء من قراصنة أو متسللين عبر شبكات الحاسب إليها، وكذلك برمجيات اكتشاف الفيروسات، وتطورت أساليب التوقيع الإلكتروني حتى يمكن إجراء معاملات متعلقة بالتجارة الإلكترونية أو تسهيل استخدام الحاسبات في أعمال المؤسسات والمنظمات الحكومية أو تلك العاملة فى القطاع الخاص.
4 – 2 البرمجيات :
لم يكن من الممكن استخدام الحاسب الآلي وبالتالي معالجة المعلومات دون أن تتطور صناعة البرمجيات نفسها.
تمثل البرمجيات عقل الحاسبات ، فالأجهزة والمكونات التي أشرنا إليها لا يمكن أن تعمل وحدها، وإنما لابد لها من برامج ونظم يتم تثبيتها على الحاسبات حتى يمكن تشغيل الحاسبات، فالحاسبات تعمل من خلال نظم تشغيل Operating Systems ولا يمكن بدون هذه النظم تشغيل الحاسبات أو استخدام أي من التطبيقات الشائعة كبرامج اعداد النصوص أو الجداول أو الرسم أو الصوت أو الصورة المتحركة فبدون هذه البرامج لم يكن من السهل التعامل مع الحاسب أو استخدامه بشكل أفضل ، ويمكن الإشارة إلى هذه البرامج فيما يلي :
أ – معالجات النصوص : Word Processing
لا يمكنك كتابة رسالة أو خطاب أو تقرير أو مذكرة أو إعداد دراسة أو مشروع قانون دون أن تملك القدرة على التعامل مع واحد من أهم تطبيقات الحاسب ألا وهي معالجات النصوص ، فهي التي تمكنك من عمل ذلك إضافة إلى التحكم في أنواع الخطوط وأشكالها وحجم الصفحة وعدد السطور بها إلى آخر تلك العمليات الضرورية لإخراج مستند مقروء، وبحيث يمكنك فى نهاية المطاف أيضا من حفظ المستند أو طباعته أو إرساله بالبريد الإلكتروني إلى من تريد.
ب – معالجات الجداول : Spread Sheets
كم من مرة توقفنا لإعداد جدول إحصائي بعدد العاملين في الأمانة أو عدد الحضور أو نسبة التصويت على قرار أو متوسط الغياب لموظف كل هذه العمليات الإحصائية التي تتم في شكل جداول غالباً تتم عبر ما يعرف ببرامج اللوحات الجدولية Spread Sheets وهناك الكثير من البرمجيات المتقدمة التي تقوم بعمليات أكثر تعقيداً كإعطاء رسوم بيانية لهذه الجداول، أو استخراج متوسطات حسابية أو معاملات انحدار وارتباط ... إلى آخر هذه العمليات.
ج - برامج الرسم والملتميديا : Graphics and Multimedia
لا يمكن تسجيل الصوت والصورة الثابتة أو المتحركة أو القيام بالرسم واستخدام الألوان دون أن تكون البرامج الداعمة لمثل هذه البرمجيات موجودة على الحاسب، ووتوافر الكثير من التطبيقات سواء تلك التي يتم تثبيتها عبر نظام التشغيل أو تطبيقات يمكن الحصول عليها مجانا عبر الإنترنت، أو تطبيقات يمكنك شراؤها، ومن المفهوم أنه كلما ارتفعت إمكانات وخدمات التطبيق كلما ارتفع سعره.
د - قواعد البيانات : Databases
وهي البرمجيات التي يمكن استخدامها لوضع كمية ضخمة من البيانات على هيئة تسجيلات مثل بيانات كل موظف في الأمانة أو بيانات الأعضاء ومن ثم استرجاعها عند الضرورة ، ولا تكاد توجد مؤسسة في العالم حاليا لا تعمل الآن باستخدام هذه القواعد والتي تتوافر معها وسائل لاسترجاع المعلومات والبيانات التي تم ادخالها مسبقاً وكذلك ضمان تعديلها أو حذفها أو الإضافة إليها عند اللزوم، وهناك عدة أنواع من قواعد البيانات مثل قواعد البييانات النصية وقواعد بيانات الصور وقواعد البيانات الببليوجرافية وقواعد البيانات الإحصائية وقواعد البيانات الكيميائية وغيرها الكثير.
هـ - برمجيات الذكاء الاصطناعي :
وهي برمجيات توفر على الإنسان الكثير من الوقت وتقوم بأعمال أقرب إلى أعمال البشر ولعل من أهمها مثلاً برمجيات الترجمة ، وهي التي تقوم بالترجمة من لغة إلى أخرى، أو برمجيات تحويل الخطب المقروءة إلى نصوص ، وهى برمجيات تمتلك خاصية التعرف على الصوت Speech Recognition أو تلك التي تقوم باختزان خبرات بشرية في مجالات معينة كالطب والزراعة واسترجاعها عند الضرورة وتسمى تلك الأخيرة بالنظم الخبيرةExpert Systems وهذا النوع من النظم متقدم للغاية في الدول المتقدمة، كذلك هناك نظم التعرف الضوئى على الحروف، أى تحويل الكتابات على الورق من شكلها كصورة إلى نصوص مع إمكانية تعديلها وتسمى Optical Character Recognition ، وهناك أيضا حقل فى غاية الأهمية هو حقل الروبوط أو الإنسان الآلى.
كل هذه التطبيقات وغيرها يمكن استخدامها فى المؤسسة البرلمانية مثل تحويل خطب الأعضاء من الشكل الصوتي إلى شكل الحروف والجمل باستخدام خاصية التعرف على الصوت.
4-3 الاتصالات :
واكب تطور الحاسب الآلي وقدراته تطور القدرات الاتصالية من بلد لآخر ومن قارة لأخرى على الأرض ، وإذا كان الهنود الحمر - عند اكتشافهم - كانوا يتصلون عبر رسائل الدخان حيث يتم ارسال اشارات دخانية كل اشارة لها رمز معين ، وفي أفريقيا كانوا يتصلون عبر الطبول وأصواتها وكان لصوت الطبلة أيضا رمز خاص ، وفي العصور المتقدمة استخدم الحمام الزاجل لنقل الرسائل، وفي العصر الصناعي استخدمت السيارات والبواخر والقطارات والطائرات واشارات مورس، أما في عصر المعلومات أصبح الاتصال ونقل المعلومات بين الحاسبات وأجهزة التليفون المحمول يتم عبر الأقمار الصناعية بأسرع من لمح البصر ، وهو ما يعني سرعة وسهولة انتقال المعلومات وهو ما وفر ميزات اقتصادية للدول المتقدمة عن دول العالم النامي الذي مازالت بنيته الأساسية المتعلقة بالاتصالات أقل من المستوى المأمول.
لقد ظهرت شبكة الإنترنت التي جمعت بين سهولة الاتصال وبين تطور أجهزة الحاسبات والبرمجيات بشكل كبير حتى أصبح يطلق على العالم اسم القرية الصغيرة.
4 – 4 الشبكات : Networks
بهدف الاتصال بين الحاسبات وبعضها البعض بدأ الأمر بمحاولة توصيل جهاز حاسب بآخر ولما نجحت التجارب ، بدأ العلم يتجه نحو وصل عدة أجهزة حاسب بمجموعة أجهزة حاسب ثم القراءة من حاسبات عن بعد ، أو جعلها تنفذ عمليات عن بعد، ومن هنا بدأ يتطور مفهوم الشبكات ، والشبكات نوعان :
أ – الشبكات المحلية : Local Networks
وهي الشبكات التي تربط بين مجموعة من الأجهزة في طابق في بناية أو بين عدة حاسبات في بنايات متجاورة أو على نطاق أوسع في منطقة محددة.، وقد تكون هذه الحاسبات مرتبطة عبر أسلاك أو عبر موجات قصيرة تسمى Wi-Fi
ب – الشبكات العريضة : Wide area Networks
وهي الشبكات التي تربط بين الحاسبات من دولة لأخرى أو من قارة إلى أخرى أو بين مختلف المناطق في العالم.
والحقيقة أن ذلك يتم الآن بمنتهى السهولة عبر أسلاك الهاتف وعبر الأقمار الصناعية ، وعبر تجمعات عنقودية لبعض أجهزة الحاسب المتقدمة التي يطلق عليها الأجهزة الخادمة Servers وهي التي تمثل مخزناً إلكترونياً لكم ضخم من البيانات والمعلومات يطلع عليها عدد كبير من المؤسسات والبشر في أماكن متعددة من العالم.
4 – 5 شبكة الإنترنت :
مع تطور البرمجيات والشبكات ظهرت شبكة الإنترنت في نهاية الستينيات من القرن الماضي تمثل مطلباً عسكرياً في البداية للمؤسسة العسكرية الأمريكية ، إذ أنه إبان الحرب الباردة بين روسيا وأمريكا ظهر تساؤل في البنتاجون فحواه ماذا يحدث إذا أطلق الاتحاد السوفيتي صواريخه على أمريكا فانقطعت الاتصالات داخلها ، فكيف يمكن تحريك الوحدات العسكرية الأمريكية في حال انقطاع خطوط الاتصال وبعد عدة سنوات من العمل ظهرت شبكة الإنترنت كإجابة على هذا السؤال ثم انقسمت الشبكة بين المجتمع العسكري الأمريكي والمجتمع العلمي هناك ليتولى الجزء المدني منها مجموعة من الجامعات وأخذت في التطور حتى ظهرت شبكة الإنترنت للعالم أجمع، وانتشرت عقب ظهور تقنية النص الفائق Hypertext وهي الثورة الحقيقية في عالم الإنترنت إذ مكنت هذه التقنية العالم من الاتصال بسهولة عبر الإنترنت وتبادل المعلومات وانشاء المواقع.
وتقنية النص الفائق تعني ببساطة امكانية التنقل بين النصوص بشكل عشوائي وهذا التنقل يتم أيضاً بين المواقع وعلى سبيل المثال فإنك لو كنت تقرأ مجموعة من المعلومات عن البرلمان الإنجليزي وأثناء القراءة توقفت عند كلمة (الملكة إليزابيث) وإذا أردت معلومات إضافية عن الملكة إليزابيث فإنك بالنقر عليها ستنتقل لصفحة أخرى تضم السيرة الذاتية لها وأثناء قراءتك لسيرتها الذاتية وجدت أنها زارت مملكة البحرين وأردت معلومات إضافية عن البحرين فإنك بالنقر على كلمة (البحرين) ستنتقل للموقع الخاص بحكومة المملكة لتحصل على بغيتك هناك ، وهكذا يمكنك التجول في شبكة الإنترنت كلها من موقع لآخر دون أن تكمل قراءتك لموقع بأكمله ، وجدير بالذكر أن الكلمات التي تقوم بالنقر عليها عادة ما تكون بلون مخالف للون بقية النص وقد تعود غالبية معدى هذه الصفحات وضعها بلون أزرق كما أنك تجد رأس الفأرة المثلث على الشاشة يتحول إلى شكل يد مما يعني أنك تقف على نص فائق وليس نص عادي ، وهذا الحال يمكنك أن تجده مع الصور وكذلك مع التسجيلات الصوتية إذا كانت متاحة، كذلك من المهم الإشارة إلى أن النص العادي يسمى النص التتابعي Sequential Text أي أنك تقرأه بانتظام من صفحة للصفحة التالية، بينما النص على الإنترنت يسمى بالنص العشوائي Random Text حيث يمكنك القفز بين صفحات عدة في عدد من الموقع ولست ملزما بالقراءة التتابعية.
وتقدم لنا شبكة الإنترنت خدمات متعددة منها :
أ – خدمة التجول بين المواقع :World Wide Web Browsing
حيث باستخدام خاصية النص الفائق Hypertext يمكنك التجول بين المواقع باللغات المختلفة في كل دول العالم، وإحدى أجزاء شبكة الإنترنت مايعرف بالشبكة العنكبوتية العالمية، وهى المواقع المبنية باستخدام خواص النص الفائق، وهناك بعض البرمجيات التي يمكن عن طريقها بناء المواقع على شبكة الإنترنت مثل HTML أو باستخدام بعض التطبيقات التجارية الجاهزة، وهناك العديد من هذه التطبيقات أيضا متاح مجانا على شبكة الإنترنت.
ب – خدمات البريد الإلكتروني :E-Mail
حيث يمكنك إنشاء عنوان بريد إلكتروني لكي تستقبل عليه كل البريد الذي يأتي إليك، كما يوفر لك صندوق بريد الكتروني ترسل منه خطاباتك إلى الآخرين ع
ج – خدمات المنتديات والدردشة :Chatting
حيث يمكنك الاشتراك في المنتديات الإلكترونية المتاحة عبر الإنترنت والتي قد تتوافق موضوعاتها مع اهتماماتك وهناك العشرات من المواقع الخاصة بهذه المنتديات خاصة في مجال البرلمانات على شبكة الإنترنت
د – خدمات البحث : Search Tools services
حيث يمكنك البحث عن أي موضوع تريده باستخدام واحد من أدوات البحث على الشبكة مثل محركات البحث التي تمكنك من البحث في موضوع محدد لا تعرف مسبقاً أين هي المواقع التي تريد التجول فيها ، أو أدلة البحث والتي توفر قوائم بموضوعات تجد بكل موضوع عشرات من المواقع التي تغطي محتوياته ، وهناك أدوات البحث الذكية التي تحفظ أبحاثك السابقة وتضيف إليها عند ظهور جديد.
هـ-خدمات تحميل الملفات:File Transfer Protocol (FTP)
وهى واحدة من أهم خدمات شبكة الإنترنت ونعني بها إمكانية نقل وتحميل الملفات عن بعد سواء تم إرسالها عبر البريد الإلكتروني أو تم تحميلها من موقع محدد على الإنترنت
5 – التجارة الإلكترونية :
حيث يمكنك القيام بعمليات شراء الكتب والدوريات والأجهزة والملابس وغيرها عبر الإنترنت وباستخدام بطاقة الائتمان خاصتك Credit Cards وعادة ما تكون هذه المواقع مؤمنة من الدخول غير المشروع عليها.
وتوفر الإنترنت خدمات أخرى كالأدلة والقواميس والموسوعات والمكتبات الرقمية وغيرها العشرات.
6 – نظم المعلومات في المؤسسات :
تعمل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من خلال منظومات محددة بهدف تنسيق العمل التشغيلي والإداري والمؤسسي في جميع المؤسسات في العالم ولا يقتصر هذا الأمر على البرلمانات فقط وينظر إلى نظم المعلومات بأنواعها المختلفة وفقاً للشكل الهرمي التالي :
نظم معلومات دعم اتخاذ القرار
نظم المعلومات التنفيذية
نظم المعلومات الإدارية[/b
[b]نظم المعلومات التشغيلية
(شكل) أنواع نظم المعلومات
وتمثل نظم المعلومات التشغيلية قاعدة الهرم لأنها تمثل أدنى مستوى من المعلومات والذي يطلق عليه عادة اسم (البيانات Data) مثل الحضور والانصراف والغياب ، تليها في الدرجة نظم المعلومات الإدارية والتي تمثل مختلف التطبيقات التي يعمل عليها الموظفون في الإدارات المختلفة كنظام المضابط واللجان ونظم معلومات الموارد البشرية والمالية وغالبا مايقع على عاتق رؤساء الوحدات مراقبة انتظامها، ثم يليها نظم المعلومات التنفيذية والتي تعرض أداء الوحدات والإدارات كل على حدة وبالتالي تنتظر من المدير أو المسئول غالباً تمريرها أو إعادتها لأمر ما ، ثم معلومات كلية لأداء البرلمان ونواحي القصور وارتفاع الأداء والمشكلات التي تواجه البرلمان ككل وتنتظر من الرئيس أو الأمين العام قراراً مبنياً على نظام لدعم اتخاذ القرار مثل زيادة عدد العاملين، أو صرف مكافآت ، أو تحديث شبكة الحاسب ، أو التعامل مع حالات القصور في الموازنة.
وغالباً ما يتوافر في المؤسسات العربية نظام المعلومات التشغيلي والإداري أما نظم المعلومات التنفيذية ونظم دعم اتخاذ القرار فما زالت لم تجد لها بعد سوقا واسعة في المؤسسات العربية ، وقد نتج ذلك في بعض أسبابه من عدم الوعي بأهميتها ، أو قصور الموازنات ، أو عدم تقديم موردي النظم لمثل هذا النوع من النظم في عروضهم إلى آخر هذه الأسباب ، أو لأن العمل لا يتم بشكل مؤسسي في بعض المؤسسات ومتروك لقرارات الأفراد.