أشـرشال !هلاّ تـذكرت يوبا ؟ * * * و من لقبوا عرشك القيصريه ؟
و من مصـروك فنافست روما ؟* * * و شرفـت أقطارنا المـغربيه
لـمـاذا يُلقـب يـوبا بـثان؟ * * * أما حقق السـبق في المدنيه ؟
و باهى بـشرشال جـنة عدن * * * و زان حـدائـقها السـندسيه
أمـا كان أول من خطّ رسما * * * لوجه جـزيرتـنا الـعربـيه ؟
أما شـاد يوبا بشـرشال للعلم * * * أوّل جـامـعـة أثـريــه ؟
و هـذا أبـولوس كان طبيبا * * * يدين لـه العـلم بالـعبقـريه
و أبـدع في قـصص الحيوا * * * ن ، فأثر في القـصص الأمويه
و كان الأفـارق في منتداهم * * * برومـا يخـصونه بالتـحيـة
و كان أبـولوس قاضي روما * * * ليمـناه تـرفـع كـلّ قضـيه
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نرتـله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
يوبا الثاني : ولي عرش الأمازيغ بشرشال( قيصرية عصرئذ ) استقل بولاية موريطانيا القيصرية الواقعة بين سيرتا و موريطانيا الطنجية ، و كان عالما كبيرا علاوة على أنه كان سياسيا ماهرا، و عسكريا مظفرا ، اتخذ من شرشال ضرة لروما و زينها بالمعالم و الفاخرة و القصور و المعابد و المسارح ، و أسس بها جامعة كبرى للعلوم و الآداب و الفنون من فن و تمثيل و موسيقى و نحت و تصوير، فكانت أول جامعة من نوعها في المغرب و جلب لها كبار الأساتذة من اليونان و ألف دائرة معارف شاملة في كافة العلوم ، و هو أول من وضع جغرافية لجزيرة العرب.
أبولوس : ولد بمداوروش ، أجاد اللاتينية و اليونانية ، ثم انتقل إلى جامعة قرطاجنة فتخرج في الحقوق و الآداب و الطب ، و امتاز بمخبر للتجارب و التركيب و التشريح تقدم به علم الطب لتحضير الأدوية و معرفة العلل و أسرار النباتات الاستشفائية ، كان شاعرا باللاتينية و خطيبا مصقعا و راوية ممتازا و عالما بالسحر و فنونه، ألف كتاب " التحولات " أو " المسخ " و هو قصة طريفة ، و كتاب " الزهريات " و كتاب " تقلبات الحمار " و نقل عنه الأمويون بعض قصصه على ألسنة الحيوانات ، كان يدعى إلى روما للمرافعات في القضايا الكبرى ثم أصبح قاقيا بها . و يدعى كذلك لعلاج المرضى ، و كان من أبرز أعضاء النادي الإفريقي بروما الذي كان يجتمع فيه القياصرة الأفارقة و كبار الكتاب و الأطباءو المحامين و المشرعين.
أولئـك آبـاؤنا منـذ عـيسى * * * و كـان محـمد صـهرا لـعيـسى
و لاح الصـباح فهز السكارى * * * و أجلى الندامى ، و رض الكـؤوسا
و أيـقظ حلـم الليـالي الحبالى * * * و أسـرج في الكـائـنات الـشموسا
و أهوى على البغي يذرو الجذو * * * ع ، و يـغرس في الجبروت النفوسا
و حـذر آدم ظـلـم أخـيـه * * * و سوى الحـظوظ و أعلـى الرؤوسا
و أخـرج حـواء من رمـسها * * * فألهـمت الـروح هـذي الرمـوسا
لئـن حـارب الـدين خـبث الــنفــوس ، فلم يـغمط الدين هذي النفوسا
و لـم نـك نـنكـر آبـاءنـا * * * أكانـوا نصارى !!أكانوا مـجوسا !!
و هـل كان بربر إلا شـقيقـا * * * لجـرهم ؟ هـلا نسـينا الـدروسا ؟
إذا عـرّب الـدين أصلابـنا * * * فـما زال أحـمد صهـرا لعيسى !
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نرتله كالصـلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
وهِـبنا العروبـة جنسا و دينا * * * و إنـاّ بمـا قد وُهـبنا رضـينا
إذا كـان هـذا يـوحّد صـفاّ * * * و يـجمع شمـلا رفـعنا الجبينا
و إن كان يعرب يرضى الهوا * * * ن ، و يلبس عارا ...أسأنا لظنونا
و قلنا : كـسيلة كـان مصيبا * * * و كـاهنة الـحيّ أعـلـم منّـا!
فأهـلا و سهـلا بأبـناء عمّ * * * نـزلتم جـزائرنـا فـاتحـينـا
و مـرحى لعقـبة في أرضنا * * * ينيـر الحـجى و يشـيع الـيقينا
و يعـلي الصوامع في القيروا * * * ن ، و يرفعـها للـدفاع حـصونا
يبـث المراحل في كـلّ فـجّ * * * فـراعت أسـاليبـه الـعالمـينا
و بادره السـمر تـبرا بـملح * * * و ما كان فـزّان عنـه ضـنيـنا
و ما كان جـوهر إلاّ مـدينـا * * * لعقـبة ..يوم اسـتقـلّ السـفيـنا
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نرتـله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
وضع عقبة خطة جديدة في زحف الجيش الفاتح في طريقه من مصر إلى المغرب ،تعلّم هذه الخطة الألمان، و انتفع بها الإنجليز في الحرب العالمية الثانية، و صورته : ان الطريق من مصر إلى القيروان إما بحرية و هي مخيفة لوجود الأسطول البيزنطي و عدم وجود أسطول عربي ، و إما جبلية و الأمازيغ في الجبال و مغاورها كثيرة و غاباتها كثيفة فلا يأمن الكمائن الصحراوية لكونها مجدبة و عديمة الزاد ، فأسس عقبة مراحل على طول الطريق مزودة بالماء و الزاد و المخيمات فإذا وصل الجيش استراح و اغتسل و أكل و شرب و نام وتزوّد و انتقل إلى التي بعدها على أتم و أوفر عدة ، قال ميللر الألماني أن أساليب عقبة مبتكرة تدرس في أكادمية ألمانيا ، و قد درسها مونغومري و انتفع بها و طبقها في اجتياز ليبيا في الحرب العالمية الثانية ، ثم إن عقبة يعلم أن المال هو عصب الحرب و أن الذهب يوجد في إفريقيا السوداء ، فأخذ الملح من فزان و ذهب به و أبدله بمثله ذهبا توفر له به تموين الحملة ، فكانت هذه الطريقة التي اتبعها الفاطميون في إعداد الرحلة إلى مصر، فذهب جوهر إلى إفريقيا السوداء و بادل الأفارقة بالملح ذهبا ، ثم إن عقبة بنى جامع عقبة في شكل حصون و أبراج و قلاع و مدخرات للماء عند الحاجة.
و هـال ابـن رستم ألا نسود * * * و نـبني كـيـانا لنـا مـستـقلا
فـقام بـتيهرت يـعلي الـلوا * * * ء ، و يرسي نظاما و ينـشر فضلا
يـوجه حـكم الـبلاد الـشرا * * * ة ، بوحي الـشريعة حـقا و عدلا
و يجـعل أمر الجماعة شورى * * * و حـق انتخـاب الإمـامة فـصلا
فـلم يـك للتـبعـيات ذلـيلا * * * و لم يـك بالعـصبـيات يـبـلى
فـدوّخ بـغـداد في أوجـها * * * فكانـت لتيـهـرت بغـداد ظـلا
و فاض بها العلم يجلو العـقو * * * ل ، و يغـمر أرض الـجزائر نبلا
و تـاه الـربيـع بـجناتـها * * * يـهـادي تـلمسـان وردا و فـلاّ
فكـان ابـن حمّـاد من وحيها * * * كأوصـافـها عبـقريـا و فـحلا
و أفـلح خـلد أمـجـادهـا * * * فـأفـلـح أفـلـح قـولا و فـعلا
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نرتلـه كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
الشراة : منظمة شعبية حرة من قوله تعالى : " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم ...."و مهمتهم الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، و تولية الحكام و عزلهم إذا حادوا عن الجادة ، و يتألف الشراة من العلماء و الفدائيـين.
و إن تسـألوا عن بـني الأغلب * * * سـلوا الزاب عن جاره الأقرب
و طـبنة هـل تـذكرين ابن الـحـســين التميمي و تاريخه القرطبي
و عـند مسيـلة.. علـم الـيقـيــن ، بـمن حـققوا وحـدة المغرب
يرى الفاطـميون شعر ابن هـا * * * رون كـما يخلق اللحن للمطرب
و أبـدع حـتى تـنـبأ مثـلي * * * و لـم يتـقوّل ...و لـم أكذب
عـلام يُـلقـب أنـدلـسـيـا * * * فـتى مغـربي ، أصيل الأب؟؟
فـكم حـسدونا عـلى مـجدنا * * * و جـاروا عـلى البلد الطيب !
و كـم بالـجزائر من معجزات * * * و إن جـحدوها و لـم تُكـتب !
و قالوا : الـرسالات مـن مـشرق الـشمس لـكن يـخالفهم مـذهبي
و لـو أرسـل الله مـن مغرب * * * نبـيا...إذن كـذّبوا بـالـنبي!!
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نرتله كالـصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
و في قـدس جـناتنا الناضرة * * * وجـوه إلى ربـها ناظـره
تـمدّ الـمعـزّ لـدين الإلـه فيـصنـع جـوهـر و الـقاهـره!
و يـستلهم الـنيل من أرضنا * * * صفانا ، و أخلاقنا الطـاهره
و يـجري رخـاء على هدينا * * * يـواكب أفـضالنا الزاخره
و تُفـهم رمسـيس معنى انعتا * * * ق الشعوب ، جزائرنا الـثائره
هو الـنيل خـلد عـشر قـرو * * * ن ، و باركنا الـسنة الـعاشرة
و كـم شـابه النيـل بحر دما * * * نا ، تمور به المهج الفـائره!!
و كـم ضارعـت في الـفدا كيلوبترا جمـيلات ثـورتـنا الهـادره !
و نحن الأمازيغ نرعى الذما * * * م ، و لا نجحد الفضل و الآصره
و نكـبر مصـرَ و أحرارها * * * و مـن آزروا حـربنا الظافره !
شغلنا الورى و ملأنا الدنا
بشـعر نرتله كالـصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر