احترس من نقودك

لا شك -عزيزي القارئ!-
في أنَّك تعتبر النقود من أهم مصادر سعادتك، لكن هل تعرف أنها قد تكون أيضاً من أهم مصادر تعاستك وشقائك!
فكِّر قليلاً في النقود التي تحملها في جيبك واسأل نفسك: كم ورقة نقديَّة لمسَتْهَا يداك في هذا اليوم؟ كم عدد الأيادي التي تبادلت هذه الأوراق فيما بينها؟ هل كانت الأيادي كلها نظيفة؟ لماذا تفوح من النقود رائحة غريبة؟ هل هناك خطورة حقيقية على صحة الإنسان جرَّاءَ تداولِ العملاتِ الورقيَّةِ الملوَّثة؟
الأجوبة صادمة
الأجوبة على تلك الأسئلة قد تكون صادمة لك، لكنَّها الحقيقة، فقد وَجَدَتْ دراسات عديدة أنَّ غالبية النقود الورقيَّة ملوَّثة بأنواعٍ عديدةٍ من البكتريا المُمْرِضَةِ، وأنَّ تداولها قد يُساهم في نقل العدوى بهذه البكتريا على نطاقٍ واسع من شخص إلى آخر.@
أَحْدَثُ هذه الدراسات أجرتها الباحثة السعودية "سلمى بخش"، من قسم تقنية المختبرات الطبية في كلية العلوم الطبية التطبيقية في جامعة الملك عبد العزيز، ووجدت سلمى أنَّ نسبة (88%) من النقود الورقية التي قامت بتحليل ما عليها من بقايا تحتوي على بكتيريا "سودوموناس"، وهي نوع من البكتيريا العنقودية التي تتسبب في الإصابة بعدد من الأمراض الالتهابيَّة.
كما اكتشفت الباحثة السعودية بكتيريا مسبِّبة للالتهابات المعوية والإسهال في نحو (18%) من النقود الورقية التي قامت بتحليل ما عليها من بقايا.
وأشارت إلى أنَّ الدراسة التي شرعت فيها توضِّح -بشكل كبير- الدور الذي تلعبه النقود الورقية في نقل العدوى بين متداوليها، مشيرة إلى أنه عند اختبار الأوراق المالية الصادرة فور صدورها وقبل تداولها اتضح أنها لا تحمل أيَّ بكتيريا ضارة يمكن أن تنقل العدوى إلى متداوليها.
دراسات عديدة
الدراسة السعودية تدعمها دراسات عديدة صدرت في السنوات الأخيرة، ومنها: دراسة نشرها الموقع الإخباري الكندي "سي بي سي نيوز" في مايو 2001م، وفيها طلب باحثون من مركز "رأيت باترسون" الطبي في دايتون بولاية أوهايو الأمريكية من مواطنين كانوا يتسوَّقون في أحد المراكز التجارية استبدال عملة ورقية من فئة دولار واحد بأخرى جديدة.
وقام الباحثون بتحليل هذه العملات الورقية -والتي بلغ عددها (68) ورقة مالية- وتَبيَّن لهم أنَّ خمساً منها ملوَّثة ببكتيريا قادرة على عدوى الأشخاص الذين لا يعانون من أي مشاكل صحية، وأنَّ (59) منها -أي: ما نسبته (87%)- ملوثة ببكتريا قادرة على عدوى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الجهاز المناعي، مثل: المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة "أتش آي في"، أو مرضى السرطان، ووجد الباحثون أيضاً أن 4 فقط من هذه العملات الورقية خالية تقريباً من الفيروسات.
وحول هذه الدراسة قال الدكتور "بيتر إندر" -وهو أحد مؤلفي الدراسة-: إنَّ "العملات الورقية يتمُّ استخدامها وتداولها بين مئات الملايين من الناس يومياً، ومن ثمَّ فإنها إذا كانت ملوَّثة بالبكتريا والفيروسات؛ فإنَّها من الممكن أن تَنشر الكائنات الدقيقة من شخص إلى آخر".
في السياق ذاته أكَّد تقرير طبي نشرته مجلة "ساذرن ميديكال" الطبيَّة المتخصصة أنَّ النقود الورقية "يمكن أن تكون ناقلاً لأنواعٍ عديدةٍ من الأمراض الخطيرة".
وتَبيَّن للباحثين -إثر جمع أوراق نقديَّة وفحصها- أنَّ (94%) منها تَحْمِلُ فيروسات لالتهابات خطيرة تصيب الجهاز التنفسي، وتُسبِّب أنواعاً مختلفة من الحساسية.
ولم تَخْلُ الدراسات التي تناولت هذه القضية الصحية من الطرافة؛ حيث وَجَدَتْ إحدى الدراسات التي نُشرت في يناير عام 2007م بصحيفة "مونتريال" الكندية أنَّ معظم العملات الورقية تحوي بقايا من مادة الكوكايين المخدرة.
في هذه الدراسة اكتشف باحثون من جامعة "دابلن" بأيرلندا أنَّ (100%) من العملات النقدية التي قاموا بتحليل ما عليها من بقايا تحوي بقايا من الكوكايين، ورغم أن البعض قد يقرأ الدراسة كدليل على أن معظم الأوراق المالية تستخدم من أجل شراء الكوكايين، أو مرَّت بين مستخدمي هذه المادة المخدِّرة، رأى البعض الآخر أن أجهزة الصرَّاف الآلي يمكن أن تساهم في نشر هذه المواد المخدِّرة على أسطح العملات الورقية.
وبدلاً من نُمُوِّ المخاوف من تَفشِّي تداول هذه المواد المخدِّرة تقول السلطات الصحيَّة -بحسب صحيفة مونتريال-: إنَّ هذه الدراسة تُعتبر مؤشراً خطيراً على أنَّ العملات الورقية قذرةٌ وأداةٌ فعَّالة في انتشار الجراثيم بين الناس.
وخَلَصَ الباحثون في هذه الدراسة بالقول: "بينما نَجِدُ أنَّ بقايا ضئيلة من مادة الكوكايين قد لا تكون ضارَّة، فإنَّ بقايا الجراثيم والفيروسات والفطريَّات التي تلتصق بالعملات النقدية قد تكون شديدة الخطورة".
ومع أنَّ معظمَ الفيروساتِ تموتُ بسرعة، إلا أنَّ بعضها -بحسب القائمين على الدراسة الأخيرة- يعيش لفترات طويلة، ويستطيع أنْ ينتقل من شخص لآخر، مثل: فيروسات (Norwalk virus)، أو الفيروسات الشبيهة بها.
ماذا يمكن أن نفعل؟
في ظل هذه المخاطر التي يُشكِّلها التعامل بالنقود الورقيَّة.. يتساءل البعض: ماذا يمكننا أنْ نفعل حيال ذلك؟
تؤكِّد السلطات الصحية على أهميَّة غسل اليدين غسلاً متكرِّراً، خاصة قبل تناول الطعام وبعده، وبعد استخدام المرحاض، وبعد تداول النقود الورقيَّة، وقبل تداول الأغذية، وقبل زيارة المستشفيات وبعدها.
وحَوْلَ ذلك يقول "بيتر إندر" -الباحث في مركز "رأيت باترسون" الطبي في دايتون بولاية أوهايو الأمريكية-: "لا أشعر بالقلق من تداول النقود بيدي؛ لأني أغسلهما عشرات المرَّات يومياً"، ويضيف مسدياً النصيحة للناس: "الغسيل المتكرِّر بالماء والصابون هو أفضل طرق الوقاية من العدوى والأمراض".
من جانبها شدَّدت الباحثة السعودية "سلمى بخش" على ضرورة الاهتمام بوسائل السلامة الصحية والبيئية، واتخاذ الإجراءات الاحترازية عند حمل النقود وتداولها، وضرورة تعقيم الأوراق المالية المودَعة لدى البنوك المحليَّة باستخدام طرق التعقيم المعروفة عالمياً، مثل: تعريضها للأشعة فوق البنفسجية.
ونصح باحثون من جامعة "دابلن" الناس بتجنب لمس اليدين للعين أو الأنف أو الفم؛ باعتبارها المنافذ الرئيسة لنقل العدوى بالبكتريا والفيروسات للجسم البشري.

بارك الله فيك كينغ على هذه المعلومات القيمة
جزاك الله كل خير

احترس من نقودك NJx49172

» احترس من الاستحمام بعد
» احترس من فضلك.. في الوجبة سم قاتل