فوائد علمية وآداب إسلامية (5)
من أخلاق المسلم حسن
المعاملة مع الجميع وإعطاء الناس حقوقهم
عبد الرحمن بن ندى العتيبي
الحمد
لله وبعد، ذكرنا فيما سبق بعض الفوائد العلمية التي ذكرت أنها مدونة لدي
من قبل، وأنا أجمعها في هذه المقالات وهي فوائد في العلم الشرعي والآداب
والحكم، ويتضمنها شيء من الشعر الجيد المفيد وفي هذا العدد نكمل ذكر
الفوائد.
14- الأجير يُعطى أجره كاملاً
قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم "أعطوا الأجير أجره قبل
أن يجف عرقه" [رواه ابن ماجه وصححه الألباني في إرواء الغليل].
جاء
الإسلام بحفظ الحقوق وإعطاء كل ذي حق حقه، ومن ذلك العامل الذي يعمل عملا
شريفا ويكدح لكسب لقمة العيش، وقد يحصل من قبل البعض ظلم للعمالة، وتكليف
لهم فوق طاقتهم، واستخفاف بهم ومماطلة في دفع أجرتهم، وهذه الأخلاق حرمها
الإسلام، وسيقتص الله لهؤلاء المظلومين إما بإنزال عقوبة دنيوية بمن ظلمهم،
أو تؤجل العقوبة في الآخرة ويعطى المظلوم من حسنات من ظلمه، ومن أخلاق
المسلم حسن المعاملة مع الجميع وإعطاء الناس حقوقهم فإن كانوا مسلمين فهم
أولى بالمعاملة الحسنة لرابطة الدين وفي الإحسان إليهم أجر ومثوبة، وإن
كانوا غير مسلمين ربما تأثروا بالأخلاق الطيبة وحسن المعاملة من المسلم
فيدخلوا في الإسلام، والنبي صلى عليه وسلم عاد يهوديا مريضا ثم دعاه
للإسلام فتأثر المدعو بحسن أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم.
ومن
إرشادات الحديث:
1- المبادرة إلى دفع
أجرة الأجير دون تأخير.
2- إعطاء الأجير
أجره يكون بطيب نفس دون منّي أو أذى.
3- احترام
الآخرين وإدخال السرور عليهم من خلال دفع الأجرة دون تأخر أو مماطلة.
4- حفظ حقوق العمال ومن يعمل مقابل أجره.
5- جمال أحكام الإسلام وعظمتها لرعايتها جميع فئات
المجتمع.
6- التحلي بالأخلاق الفاضلة وحسن
المعاملة.
7- الصدق في المعاملة ومراعاة ما
تم الاتفاق عليه مع من تم استئجاره للقيام بعمل معين.
ـ15- العزلة خير من جليس السوء
قال تعالى (الأخلاء بعضهم يومئذ لبعض عدو إلا المتقين)، فالعلاقة
التي بين الأصحاب إذا كانت قائمة على المحبة في الله والتعاون على طاعة
الله فيستمر نفعها إلى الآخرة، ومثّل النبي صلى الله عليه وسلم الجليس
الصالح بحامل المسك فهو إما أن تشتري منه مسكا أو تشم الرائحة الطيبة معه،
فمن يقترب منه سينال خيرا، ومثل النبي صلى الله عليه وسلم جليس السوء بنافخ
الكير، وهو الحداد، فهو إما أن يحرق ثيابك أو تجد منه رائحة كريهة، وقد
نقلت عن الشيخ محمد بن سليمان الجراح ـ رحمه الله ـ كتابة عن الصحبة يقول
فيها:
إذا أردت صحبة أحد فراع فيه خمس خصال:
1- العقل.
2- حسن
الخلق.
3- الصلاح.
4- ألا يكون حريصا على الدنيا.
5- ألا يكون
كذابا.
ومن لم يجد مؤمنا برا تقيا يصحبه، فالعزلة والانفراد خير له
وأصلح من مخالطة أهل الشر والفساد، فمخالطة أهل الشر والفساد فيها مفاسد
منها استراق الطبع من الطبع من حيث لا يشعر الإنسان، ومنها أن مشاهدة أهل
الغفلة والإعراض تقتضي الأنس بهم والميل إلى ما هم عليه من سوء الحال،
وتهون على القلب الوقوع في المعاصي والتشبه بهم.
ما
يبرئ الجربا قرب سليمه ولكن السليمة تجرب
16- الزهد في الدنيا راحة
من كانت الدنيا أكبر همه
تنغص عليه عيشه، وأتعب عقله وقلبه وبدنه، ولن يأتيه إلا ما كتب الله له،
ومن كانت الآخرة همه قنع في عيشه، وهدأت أعصابه، واطمأنت نفسه وأتاه ما كتب
الله له مع بذل للأسباب، دون هلع وطمع، وأي فرح بعيش مدكر بالموت والهموم.
قال
الأصمعي: قرأت على قبر سيبويه بشيراز هذه الأبيات:
ذهب الأحبة
بعد طول تزاور ونأى المزار فأسلموك وأقشعوا
تركوك أوحش ما تكون بقفرة
لم يؤنسوك وكربة لم يدفعوا
قضي القضا وصرت صاحب حفرة عنك الأحبة أعرضوا
وتصدعوا
قال الأصمعي: صنع الرشيد طعاما وزخرف مجلسه
وأحضر أبا العتاهية وقال له: صف لنا ما نحن فيه من نعيم هذه الدنيا،
فقال
أبو العتاهية:
عش ما بدا لك سالما في ظل شاهقة
القصور
قال الرشيد: أحسنت، ثم ماذا؟
فقال:
يسعى لديك بما اشتهيت لدى الرواح أو البكور
قال:
حسن، ثم ماذا؟
فقال:
فإذا النفوس تقطعت في ظل
حشرجة الصدور
فهناك تعلم موقنا ما كنت إلا في غرور
ـ17 من أحكام إمامة المصلين
1- إذا سابق المأموم
الإمام في الركوع والسجود عالما بحرمة ذلك بطلت صلاته، وإن كان ساهيا جاهلا
فصلاته صحيحة.
2- إذا جهلت حال الإمام فصل خلفه فإن الأصل في المسلمين
حسن الظن بهم.
3- تصح إمامة الصبي إذا كان يعقل لحديث (يؤمكم أقرؤكم)، ولأن عمر بن سلمة أمَّ قومه وهو ابن
ست أو سبع سنين.
4- إن وقف المأموم أمام الإمام لم تصح صلاته لحديث "إنما جعل الإمام ليؤتم به".
5- المرأة تؤم
بالمرأة وتقف في وسط الصف، وإن كانت واحدة تقف عن يمين من تؤمها.
6- من
أدرك مع الإمام ركعة أصبح مدركا للجماعة، ومن جاء في التشهد الأخير فعليه
أن يدخل لينال الأجر بما يحضر مع الإمام أما الجماعة فلم يدركها.
7- إذا
قام الإمام للركعة الخامسة ثم نبه الإمام وأصر فعلى من نبهه ألا يزيد ركعة
إذا كان قائما للخامسة وإنما ينتظره وإن قام وهو يعلم زيادتها بطلت صلاته،
فعليه ألا يتابع وإنما ينتظر ثم يسلم معهم. (مجموع فتاوى اللجنة الدائمةـ
المجلد السابع).