هللت الصحافة الفرنسية أمس الى ما قالت أنه "حزم" الجزائر في تعاطيها مع قضية احتجاز رهائن في موقع انتاج الغاز في عين امناس، معتبرة ان هذه القضية تشير إلى "تدويل" النزاع مع الارهاب في الساحل.
وتحت عنوان "عملية احتجاز الرهائن تتحول إلى مأساة" كتبت صحيفة لوفيغارو اليمينية "الجزائر اختارت القوة الخميس" وتابعت "تطلق فرنسا منذ اشهر جرس الإنذار. الجزائر بدلت موقفها أخيرا"، داعية إلى استراتيجية مشتركة للتصدي لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي في الساحل، لأنه "لم يعد من الممكن تجاهل اندفاع المتطرفين في مجمل منطقة الساحل او التقليل من شأنها". ورأت صحيفة ليبيراسيون اليسارية انه "لا يسعنا سوى ان نشيد بأولى بوادر مشجعة تصدر عن الجزائر. فهي سمحت لأول مرة لطائرات عسكرية فرنسية بالتحليق فوق أراضيها وتؤكد انها اغلقت حدودها المشتركة الطويلة جدا مع مالي".
كما استحوذت ازمة الرهائن في عين اميناس بالجزائر على اهتمام الصحف البريطانية الصادرة الجمعة. ففي صفحة الرأي في صحيفة الغارديان نطالع مقالا اعدته نبيلة رمضاني، وهي صحفية واكاديمية فرنسية المولد من اصول جزائرية، والمقال بعنوان "الجزائر تنزف المزيد من الدماء". وتقول رمضاني إن النهاية العنيفة لأزمة الرهائن بداية لفصل جديد في تاريخ الجزائر الدامي. وتضيف أنه مع علمنا بتاريخ الجزائر، نجد ان نهاية ازمة الرهائن مأساوية، ولكنها ليست مفاجئة.
في صحيفة فاينانشل تايمز نطالع تقريرا بعنوان "شركات النفط التي اعترتها الصدمة تخشى امتداد العنف شمالا". ويقول المقال، الذي كتبه غاي شازان، إن احتجاز الرهائن في عين اميناس قد يؤدي إلى اقناع بعض شركات النفط بمغادرة الجزائر. ويرى الكاتب أن هجوم عين اميناس جاء بمثابة صدمة للعاملين والموظفين الأجانب في قطاع النفط في الجزائر التي توجد فيها ثروة نفطية كبيرة، ولكن لها تاريخ من العنف والحرب الأهلية". أما صحيفة الديلي تليغراف فأعد ريتشارد سبنسر، مراسلها في الشرق الأوسط، تحليلا بعنوان "اغراء بالغ للنظام لاستعراض قوته". ويقول سبنسر إن استيلاء مجموعة من مسلحي الصحراء على منشأة عين اميناس النفطية كان محرجا للغاية للقوات المسلحة الجزائرية التي عرفت بقوتها وشدتها".