إنعكسات الأزمة المالية ومدى تأثيرها على إقتصاديات الدول النامية

مقدمـــــــــــــــة

لقد شكلت عملية تكرار حدوث الأزمات المالية في الدول المختلفة خلال القرن العشرين ظاهرة مثيرة للقلق و الاهتمام ففي 19 أكتوبر 1987 و الذي أعتبره الاقتصاديون أقرب ما يكون انهيار بورصة نيويورك و عادة الكرة في الذاكرة العاشرة من أكتوبر 1997 حيث دخلت النمور الآسيوية في أعنف أزمة مالية جرت بها منذ بدأ مسيرتها نحو النجاح الاقتصادي كما دخلت تحت إطار الأزمة دول كثيرة مثل الأرجنتين جنوب إفريقيا ، المكسيك ، ثم مست بعض الدول نتيجة لأحداث سبتمبر 2001 . و بناءا على هذه الانهيارات توجهت الأنظار و كثرت التساؤلات عن الأسباب بالإضافة إلى عدوى الأزمات التي امتدت لتشمل دولا أخرى و ذلك كنتيجة للانفتاح الاقتصادي و المالي الذي تشهده هذه الدول في ظل ظاهرة التطور الاقتصادي و ما ينتج عنه من تزايد أجه الترابط و التشابك و علاقات التأثر و التأثير بين مختلف دول العالم .

و نظرا لكثر علاقات التبادل بين الدول و ما نتج عنها في ظل استفحال الأزمات المالية من آثار سلبية حادة وخطيرة هددت الاستقرار الاقتصادي و السياسي للدول المعنية ، و عليه فقد بات واضحا أن عدم الاستقرار المالي في دولة ما بمفردها يمكن أن يهدد سلامة النظام المالي بأكمله ، حيث أ، تأثير المشكلة التي تواجه أي نظام مالي أو مصرفي في بلد ما لم يعد مقصورا على الحدود القطرية ، ف‘ن آثار الأزمات ب الذات تلك التي تصيب الدول النامية و منها الجزائر ، لم يعد يكفي لتحاشيها إتباع سياسات وطنية سليمة لإعطاء فرصة قوية تقلل من حدة الأزمات المالية أو علاجها بالكلية أو توقيها قبل الإصابة بها .

على أساس ذلك نتناول في مذكرتنا هذا الجانب من خلال محاولة الإجابة على السؤال الرئيسي الآتي:

-ما هي انعكاسات الأزمات المالية على الدول النامية و الجزائر و ما هي الأبعاد المقترحة لتفاديها ؟

حول هذا التساؤل يدور موضوع البحث الذي يبدأ بشرح وافي للأزمات المالية و يعقب ذلك وجهات نظر التي تناولت تفسير الأزمات المعاصرة و ما هي المؤشرات التقليدية على إمكانية التعرض للأزمات المالية و بعد ذلك سنعرض كيفية نشوء الأزمات المالية في ثلاث حالات مختلفة مع تحليلها لمعرفة أسبابها و مصادرها المتنوعة و تأثيراتها المعدية و الدروس المستفادة منها و في الأخير نتناول انعكاسات الأزمات المالية على الدول النامية بما فيها الجزائر و كيف تأثرت بها في المدى المتوسط و الطويل و ما هي السبل لمواجهة هذه الأزمات ومن ثم تناول بحثنا هذا بعض أزمات القرن العشرين.

التساؤلات: لقد أثارت الأزمات المالية العديد من التساؤلات و في خضم موضوعنا تعرضنا لما يلي:

1-ما هي أسباب ظهور الأزمات المالية وانتشارها (تنقلها)
2-فيما تتجلى آثار الأزمات المالية على اقتصاديات الدول النامية
3-كيف ستؤثر الأزمات المالية على الجزائر و ما هي الأبعاد المقترحة لتفاديها
4-ما مدى نجاعة الصيرفة الإسلامية في مواجهة الأزمات المالية

الفرضيات: لقد وضعت فرضيات كمحاولة للإجابة على ما تم طرحه من تساؤلات فيما يلي:

-إن الدول النامية من بين الدول الأكثر تضررا من انتشار عدوى الأزمات المالية و هذا راجع إلى العلاقات المالية و الاقتصادية مع دول الأزمة مما ينعكس مباشرة على الدول النامية و الذي يمس عدة جوانب كالجانب الاقتصادي و الاجتماعي و المالي مع تدهور الأسواق الناشئة من حيث أسعار أسهمها و نشاطها و نقص السيولة من العملات المحلية والصعبة من الارتفاع الحاد في الأسعار و التدني الكبير في العملة المحلية و يزداد العجز في ميزان المدفوعات و زيادة المديونية و السقوط في التبعية محقق.

إن الجزائر كغيرها من الدول التي يتعلق اقتصادها بالدول الأجنبية أصحاب الاقتصاديات القوية و المتشبعة مع أن الجزائر الحقبة الأخيرة زادت في تعزيز حدة العلاقات الإقتصادية أكثر فأكثر و هذا ما يجعل عدوى الأزمات المالية تنتقل بسرعة و تؤثر على الاقتصاد المحلي بشكل كبير مع تدهور و انعدام ثقة المستثمرين في الاقتصاد الجزائري بحيث تمس الجانب الاجتماعي و المالي كذلك ،ولذلك ترسم الجزائر خطط لدفع الاقتصاد نحو الأمام و في نفس الوقت توخي الأزمات المالية و العمل على تخفيف حدتها و علاج آثارها...

من بين الحلول المقترحة لمواجهة الأزمات المالية قوة الصيرفة الإسلامية و ما مدى نجاعتها مع إبراز أهميتها في معالجة الداء و إذا استفحل و الذي يبقى الحل الأنفع و الصائب لتطبيب ما عُلَ و إنقاذ ما شل . البدء بعدم سعر الفائدة و اعتباره كسم مدسوس في عسل و تطبيق الصيرفة الإسلامية يعطي لنا طابع جديد في الاقتصاد و يححرنا من التقليد في كل جوانب الاقتصاد و الدول الأجنبية .

أهمية الدراسة :

تكمن أهمية الدراسة في هذا البحث في أهمية الآثار و التكاليف التي تجرعتها الدول النامية في ظل تأثير الأزمات المالية على مختلف المتغيرات الإقتصادية داخل البلدان المتضررة و مدى سرعة انتقالها إلى الدول النامية.

هدف الدراسة:

يتجلى موضوع دراستنا لهذا الموضوع إلى أخذ العبرة و استخلاص الدروس من هذه الأزمات المالية و إيجاد الحلول و إعطاء الإجراءات الوقائية لتفاديها و اقتراح الأبعاد المستقبلية.

حدود الدراسة :

سنعتمد في هذه الدراسة على تحليل كل من أزمة الأرجنتين و أزمة دول جنوب شرق آسيا و أزمة الرهون العقارية الأمريكية من خلال معرفة الأسباب و كيفية انتشارها مع أخذ دروس من ذلك و دراسة انعكاساتها على الدول النامية و على الجزائر.

منهج الدراسة :

بناءا على الإشكالية و التساؤلات التي أشرنا إليها اتبعنا المنهج الاستنباطي و ذلك بدراستنا للأزمات المالية العالمية و استخدامنا للأسلوب الوصفي التحليلي حيث حللنا الأسباب التي أدت إلى ظهور الأزمات المالية و كيفية انتقالها إلى الدول النامية و مدى تأثيرها عليها .

أقسام الدراسة:

تعتمد خطة البحث لمعالجة الموضوع في مقدمة و ثلاث فصول.

تهتم المقدمة بإبراز النواحي المنهجية المستخدمة في البحث من خلال تناول مشكلة و أهمية و هدف الدراسة كما تعرض حدود و نطاق البحث و المنهج المستخدم إلى جانب خطة البحث:

»يتناول الفصل الأول الأزمات المالية في ثلاث مباحث:

-يدرس المبحث الأول ما هية الأزمات المالية .

-يدرس المبحث الثاني آليات انتشار الأزمات المالية.

-يدرس المبحث الثالث آثـار الأزمـات المـالية.

» الفصل الثاني يتناول بعض الأزمات المالية الدولية في ثلاثة مباحث :

-المبحث الأول يتناول أزمة الأرجنتين.

-أما المبحث الثاني فيدرس أزمة جنوب شرق آسيا و التي لا تزال تحتل مكانة في التحليل رغم مضي فترة على حدوثها.

-و في المبحث الثالث نقوم بدراسة أزمة الرهون العقارية الأمريكية مع تِبيان أسباب حدوثها و ما خلفته من خسائر.

» الفصل الثالث يتكون أيضا من ثلاث مباحث :

-ففي المبحث الأول نتناول آثار الأزمات المالية على الدول النامية.

-أما في المبحث الثاني فندرس انعكاسات الأزمات المالية على الجزائر و الأبعاد المقترحة لتفاديها.

-و في المبحث الثالثنسرد خيارات الخروج من الأزمات المالية.

» دكتوراه السياسة المالية ودورها في تحقيق التوازن الاقتصادي حالة الجزائر1999-2004
» حقائق عن مكعبات المرقة و تأثيرها على الصحة
» لمن يبحث عن بحث المالية العامة
» صعوبات و مشاكل الجدوى المالية
» فوضى داخل قبة البرلمان بسبب قانون المالية 2016