منتدى صداقة سوفت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى صداقة سوفت

نورت منتديات صداقة سوفت ياآ ~ زائر ~ إن شاء الله تكون بألف خير وعاآفية ... نحن نناضل لبناء مجتمع تعمه معاني الصداقة والأخوة المعمقة بالحب والود
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

"ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا" ***
يُنصَبُ حول العرش يوم القيامة منابِر من نور عليها قوم لباسهم من نور ووجوههم نورليْسُوا بأنبياء ولا شهداء....يغبِطهم الانبياء والشهداء...هم المتحابون في الله على غير انساب بينهم ولا أموال يتعاطونها .



 

 ذكرى مجازر 8 ماي 1945 بالجزائر

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Mr.LoNeLy
صديق برونزي
صديق برونزي
Mr.LoNeLy


البلد : الجزائر
الهواية : ذكرى مجازر 8 ماي 1945 بالجزائر  Chess10
عدد المساهمات عدد المساهمات : 1905
الجنس : ذكر
نقاط : 3380
السمعة السمعة : 21
العمر : 24

ذكرى مجازر 8 ماي 1945 بالجزائر  Empty
مُساهمةموضوع: ذكرى مجازر 8 ماي 1945 بالجزائر    ذكرى مجازر 8 ماي 1945 بالجزائر  Emptyالثلاثاء مايو 08 2012, 12:06





ذكرى مجازر 8 ماي 1945 بالجزائر  Besm4
ذكرى مجازر 8 ماي 1945 بالجزائر  F7
مجازر 8 ماي 1945 - ذكرى 8 ماي 1945 - 45000 الف شهيد في يوم فقط

ذكرى مجازر 8 ماي 1945 بالجزائر  N4hr_13364228071

ساعدت أحداث الحرب العالمية الثانية
على اكتمال نضـــج الحركة الوطنية الجزائرية وظهرهنا كإجماع

زعماءالجزائرعلى اتجـــاه مـــعين وعلى مطـــالب محــددة،وشــــــعرت

حكومة فرنسا بخـــــــــــطورةالموقف وصممت إظهارقوتها تجاه الجزائر

معتـــــــــــقدة أنه بإمـــكانهاالقضــــاءعلى الروح الوطـــــــنية الجزائرية.

فأقدمت على ارتكاب مجــــــزرة 08 مــــاي 1945التي راح ضــــحيتها45

ألف قتيل،كما قامت بحل جمعية أحبــــاب البيان يوم 14 مــــــــــاي1945

وباقي تيارات الحركة الوطنية،وسجن قادتها وفي مقدمتهم مناضـــــــــلوا

حزب الشعب،والشيخ البشيرالإبراهيمي،وفرحات عباس وأنصاره غيرأن

هذه الأعمال الوحشية لم تقض على الحركة الوطنية بل زادتها حمــــــــــــاسا

ونشاطاكماجعلت الشعب الجزائري أكثروعيا بمطالبه في الحـــــــــــــــرية

والاستقلال.

ما إن انتــهت ح ع II حــــتى ظهرت فرنســــــا بمظـــــــــهر
المنتصر . فـفي8 ماي 1945احتــــفل العالم الغربي بعقـــــد
الهدنة مع ألمانيــــا فأرادالجــــــزائريون المشــاركة في هذا
الاحتفال مع
التــــعبيرعن أهـــــدافهم في الـحرية والاستقلال
وتعبيرًاعن ذلك حمل الجزائريون رايتـــهم صـــــبيحة ذلـــك
اليوم في كل من سطيف،قالمة خراطة،عنابة وسكــــيكــــدة
فيهاشعاراتوطنية "تحياالجزائر " "أطلقواسراح مصالي الحاج" وماأن شـاهده االفرنسيون حتى قام محافظ الشرطــة بإطلاق النــــــــارعلى حاملها الشــــــــاب بـــــوزيدشعال، وكـان استشـتهاده بــداية لمذبحة من افضح المذابح الاستعمارية في العـــــالم،اشترك فيهاجميع الأوربيين بالجزائردامت عدة أيام أسفرت عـن مقـتل أكثـرمن 45ألـف جزائري واعتقال6460 شخص وحكم بالإعدام على99منهم.

بـعدهـذه المجـازر شــددت فرنســاالخــناق على زعمــــــــاء الــــحركةالوطنية إذ نقل مصالي الحاج إلى برازافيـل واعتقل فرحات عباس دسعـــدان والبشيرالإبراهيمي ولم يطـــــلق سراحــــهم إلافـــي1946

وكانت لهذه المجازرانعكاسات سوءاعلى الشعب أوعلى
الحركة الوطنــية

أ – إعـــادةالنـظرفي شـــــكل التعامل مع الاستعـــماروإيمـــــــان


الشعب الجزائري بأنمــــا أخذ بالقـــــــوة لا يســــــتعاد إلا بالقوة لهذا شـــــرعوا في الاعداد للثورة.


ب – مقاطــــعة الأحــــزاب الوطــــنية ومـــن وراءهـــا الشعب


لانتخابات جويلية1945،وهوماجــسد وعـــي الشعب الــجزائري


ومقدرته على اجتيازالمصاعب من جــــهة ومسـاندة الحركة


الوطنــية سياســيامـــن جـهة أخـرى.

ج - اختفاء التيار الاندماجي وتلاحم الحركة الوطنية

ومطالبتـــها بالاستقلال.

2- إعادة بناءالحركة الوطنية 1946:

في16مارس1946أطلق سراح المعتقلين السياسيين،فقام

هؤلاء بإعــــادةتشــــكيل أحــــزابهم ومـــن ذلـــك :

1 - الاتحادالديمــقراطي للبــيان الجـــزائري :

"Union démocratique du manifeste Algérien U. D . M . A "

الذي أسسه فرحات عباس،طالب باستقلال ذاتي للجزائردون

قطع الصلة مع فرنسا، أسس جريدة "الجمهوريةالجزائرية".

2 -حركة انتصارالحريات الديمقراطية :


Mouvement pour le Triomphe des LibertéesDémocratiques".M.T.L.D

الذي استمرفي دعوتـــه للاستقلال إذ طالب بتصفية النظام الاســــــتعمــاري وإنـهــاء الاحتــلال بـــأي

وسيلة كانــــت ولوعـــن طــــــريق العنــــــف والـــــتقوة.

3 -جمعية العلماء المسلمين الجزائريين :


التي إكتفت بمهمتها الإصلاحية Association des oulémas

والدفاع عن مقومات الشخصية الجزائرية.

والجديربالذكرهن اأن اللقاءات والمناقشات بين قادة

الأحزاب الوطنية أسفرت عن تأسيس "الجبهة الجزائرية

1951 تكونت للدفاع عن الحريات واحترامه

الاتحادالديمقراطي للبيان الجزائري،حركة انتصارالحريات

الديمقراطــية،جمـــعيةالعلماءالمسـلمين الجـزائـريـين

وجماعة من الأحراروالمـستقلين،وكـان هـدف هـذه الـجبهة هو

جمع الأحـزاب الجزائريــة في منــظمة واحـــدة للقيـــام بعـــمل

مشترك واحد لكنها سرعـان ماحـــــلت وتشـــــتــتت بسـبـــب

اختـــلاف أراء الأحـــزاب.


3 - دستور 1947 ومحاولة التهدئة مــن فرنسا :

1 – أسبـــاب صـــدوره :
أمـام ضغط الحركة الوطنية وإصرارهاعلـى تحقـيق مطالبـها،لـم
تجد فرنسا بدًا من الرجــوع إلى سيـاسة الإصلاحات،وتمــثلت هـذه الإصـلاحات في إصـدارقانـــون 20 سبتمـبر 1947 وهـوماعرف بدســــتورالــــــــجزائر

ويــــعودأســــباب صــــدوره إلـــى :

- محاولة فرنساالاحتفاظ بالجزائر،فبعدالحرب العالميةالثانية فقدت فرنسامكانتهاالدولية،وأدى ذلك إلى ظهورالوعي لدى مستعمراتها،وخوفا على مصالحها في هذه المستعمرات،بدأت تفكرفي إنشاءاتحادفرنسي شبيه بالكومنولث البريطاني،ولتعزيزهذه الفكرة وابرازها للوجودواثــبات مكــانتها في مستـــعمراتها،استـعانت ببـعض الإصلاحات منه اقانون 20سبتمبر1947فــــي الجـــــــــــــــــــــزائر.

- نشاط أوضغط الحركةالوطنيةالجزائريةوإصرارهاعلى المطالبة بدولةجزائريةذات دستور وسيادة.

- محاولة فرنسا التخفيف من ذ نبها بخصوص مجازر
08 ماي1945

2 – محتواه((بنــــــود))

أ-الجزائرجزءمن فرنسا،يتساوى سكانهافي الحقوق والواجبات
وجنسيتـــهم فرنســـــــــــــية.
ب -إخضاع الجزائرلحاكم عام فرنـــسي يساعده مجلس تنفيذي
ج -إنشاءمجلس جزائري تشريعي يتــكون من120عضوا،60منــهم
يمثلون المجموعات الانتخابية الأولى ( فرنسيون _______) و60 آخرونيمثلونالمجموعة
الانتخابيةالثانية ( جزائريون ) وأنقراراتهذاالمجلسلاتصبحنافــــذةإلابمـــوافقة الحــــكومةالفـــــرنسية.
د - يحافظ المسلمون الجزائريون على حالتهم الشخصيةالإسلامية ولايحول ذل كبينهم وبين الحـــقوق الســـياسية.
ه-إلغاءالحكم العسكري في الجنوب وتحويلهإ لى حكم مدني.
و-فتح جميع الوظائف العسكرية والمدنية أمام الجزائريين دون تـــمييز.
ز-فصل الديـــــن الإســــلامي عـــن الـــدولة الـــمسيحية
ك-إلــغاءالبلديـــات المــختلطة.

3 - موقف الجزائريين من الدستور :

رفضه الشعب الجزائري وفي مقدمته الأحزاب السياسية وذلك للأسباب التالية :

أ - الدستورجاءمشوه،وفيه تعارض مع مصالح الجزائريين خاصة

وأن المـــــادةالأولى تــــؤكدعلى سياسة الإدمـــاج والفرنســـــــة.

ب - كان مفروض على الجزائريين،فلم يشاركوافي صياغة بنودهولم يصوتواعليه.

ج - أكدالتفرقة بين الجزائريين والفرنسيين،وذلك عند تطرقه إلى تكوين المجلس الجزائري،فمن جهةاعتبرالأوربيين عنصرا ممتازايكون المجموعة الأولى،والجزائريين عنصرامنحطايكون المجموعةالانتخابية الثانية ومنجهة أخرى نجده يسوي بين عدد نواب الجزائريين البالغ عددهم آنذاك10 ملايين نسمة،وبين عدد نواب الفرنسيين وعددهم آنذاك لا يتجاوز800ألف نسمة.

4 - موقف الأوربيين منه :

رغم احتواءالدستورعلى بعض الموادالتي لاترضي الأوربيين مثل فصل الدين عن الحكومة والاعتراف باللغةالعربية،وفتح الوظائف أمام الجزائريين،فإنهم رحبوابه لأنه مكانوايدركونأن فرنسا لاتطبقهذه المواد و أنها



تبقى حبرعلى ورق

وفعلا لم يعترف باللغةالعربية كلغة رسمية،ولم يفصل الدين
الإسلامي عن الحكومة،ولم تفتح الوظائف أمام الجزائريين ولم يلغى الحكم العسكري بالجنوب،زيادةعلى إقدام الإدارةالفرنسيةعلى تزويرالانتخابات قصدإنجاح عملائهاعلى حساب العناصرالوطنية فيأول مجلس جزائري سنة1948،وبلغت عملية التزويرذروتها سنة 1951
ففي انتخابات 1948فازمرشحواحركةالانتصارللحريات
الديمقراطية ب09 مقاعدمن مجموع60مقعد،كمافازمرشحواالاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري ب 08مقاعد،أماالمقاعد43الباقية فقد فازبها مرشحواالإدارةالفرنسية ( بني نعم نعم ).
وفي الانتخابات الفرعيةالتي جرت سنة1951لتجديدبعض المقاعد خسرت حركةالانتصارللحريات الديمقراطية04 مقاعدمن مقاعدها09،كما خسرالاتحادالديمقراطي للبيان الجزائري مقعدا واحدامنمقاعده08،وأصبح لمرشحي الإدارةالفرنسية48 مقعدامن مجموع60 مقعدا


إنشاءالمنظمة السرية: 1947 - IV


،ظهرت للوجود أول منظمةعسكرية سريةعام 1947

كانت النواة الأولى لميلاد جبهة التحريرالوطني والخطوة

الأولى لإعدادالثورة أسندت" لمحمد بلوزداد " مهمة إنشاءالمنظمة السرية .

وماجاءفي نظامها الداخلي :

* التجنيد محدود.

العضوالمجند لاب دأن تتوفرفيه الشروط التالية : - الاقتناع،

السرية،الشجاعة،الفعالية،الاستقرار - القدرةالجسمية.

* الخدمةغيرمحدودة.

* العضوالمجندلابدأن يمربامتحان وأن يؤدي القسم وأن لا
يغادرالتنظيم في الوقت الذي يشاء،وإنحدث فإنه يعدهاربا.
كان هدفهاالعمل من أجلإعداد ضباط الجيش الجزائري تمهيدًالخوض الكفاح المسلح.
نظمت المنظمة مجموعة من العمليات الفدائية كان أهمها : عملية سويداني بوجمعة مع بعض المناضلين عام 1948 بالهجوم على مخزن المفرقعات وعملية بريد 1949 لتأمين الأموال اللازمةللعمليات . 04 . وهران في7
وهي بذلك تقوم بخلق جوالقلق في الإدارةالاستعمارية.
وفي 1950 تمكنت السلطات الفرنسيةمن اكتشاف المنظمة وإلقاءالقبض على بعض مناضليها وهرب البعض الآخرإلى الجبال وأصدرت ضدهم في 1951 أحكاما بالسجن
عامين إلى مدى الحياة مع الأشغال الشاقة ودفع الغرامات
الخاتـــــــــــــــــــــــــمة:
كانت أحداث 08 ماي 1945... التي ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من الجزائريين منعرجا هاما في اتجاه القضية الجزائرية فقد ساهمت هذه الأحداث في تبلــــــور الوعي القــومي لدى الشعب الجزائري الذي أصـبح يؤمن بضرورة الكفاح المسلح (الثورة) لاسترجاع ما أخد بالغدر والقوة لتحقيق الحرية واستقلال الجزائر .

المجد والخلود لشهدائنا الابرار
تحيا الجزائر

ذكرى مجازر 8 ماي 1945 بالجزائر  F7
ذكرى مجازر 8 ماي 1945 بالجزائر  F717727b249eb6dd0993cd496b4334e4

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
King
صديق برونزي
صديق برونزي
King


البلد : الجزائر
عدد المساهمات عدد المساهمات : 1708
الجنس : ذكر
نقاط : 3720
السمعة السمعة : 29
العمر : 56

ذكرى مجازر 8 ماي 1945 بالجزائر  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكرى مجازر 8 ماي 1945 بالجزائر    ذكرى مجازر 8 ماي 1945 بالجزائر  Emptyالثلاثاء مايو 08 2012, 12:22

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زكرياء
مدير الموقع
مدير الموقع
زكرياء


البلد : غير معروف
الهواية : ذكرى مجازر 8 ماي 1945 بالجزائر  Sports10
عدد المساهمات عدد المساهمات : 8685
الجنس : ذكر
نقاط : 174269
السمعة السمعة : 188

ذكرى مجازر 8 ماي 1945 بالجزائر  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكرى مجازر 8 ماي 1945 بالجزائر    ذكرى مجازر 8 ماي 1945 بالجزائر  Emptyالثلاثاء مايو 08 2012, 13:28

شهود عيان يتذكّرون بعض تفاصيل مجزرة 8 ماي 1945
يوم اختنقت قالمة برائحة جثث الأبرياء







يروي بعض من شارك في مسيرة ذلك الثلاثاء الأسود من شهر ماي لعام 1945، كالسادة يلس وطاجين وشيهب ولكحل وغيرهم، بأن تعليمات مسؤولي النظام السري لحزب الشعب كانت ”أن تتم المسيرة ولو استشهد الجميع”، لكن توقيت انطلاق المسيرة تأخر إلى السادسة مساء، الساعة التي انطلقت فيها آلة التقتيل والتنكيل·
ويرسل عبد القادر بوتصفيرة إلى عنابة من قبل مسؤولي النظام السري، حسب شهادة كان المرحوم براهم محمد الطاهر قد أدلى لنا بها مطلع التسعينيات، ويتعذر عليه اللقاء بالمكلف بالأخبار ساحلي مصطفى بسبب انشغاله بمسيرة عنابة صباح الثامن ماي· وما إن التقاه بعد الزوال وأخذ الإذن، حتى قفل راجعا· هاتف وهو بعين الباردة، السعيد سريدي، الذي نقل التخويل بسرعة لتتوجه الحشود إلى الكرمات حيث حدد منطلق المسيرة·
الساعة كانت تشير إلى السادسة مساء، الموكب ينطلق من الكرمات بنحو 2000 مشارك، وهم يرددون نشيد ”من جبالنا”، ويبدأ العدد في التزايد بالوصول إلى نهج عنونة، وسط زغاريد النسوة· وبعدما عبر المشاركون في المسيرة، التي رفعت فيها الراية الجزائرية ورايات كل من إنجلترا وأمريكا وحتى العلم الفرنسي، شوارع مجاز عمار (ابن باديس اليوم) والقديس أوغستين، (عديم اللقب عبد الكريم حاليا) إلى غاية نهج 8 ماي·
وجد السائرون أنفسهم وجها لوجه مع بوليس الاحتلال ودركه يتقدمهم آشياري، الذي رفع صوته في وجه من كان في الطليعة من المسؤولين: ”إلى أين أنتم ذاهبون؟”، فيجيبونه: ”لوضع باقة من الزهور على النصب التذكاري، الذي عوض بعدها بنصب الرئيس الراحل هواري بومدين بساحة 19 مارس وسط فالمة وبمحاذاة مقر المجلس الشعبي الولائي”، ويرد آشياري ”لن تضعوها·· ولتوقفوا المسيرة”·
يزداد تدافع الحشود دون تراجع· ويلح أحد الفرنسيين، الذي عرف باسم فوكو، على نائب عامل العمالة بالسؤال:”هل فرنسا موجودة أم لا؟”، ويجيب آشياري: ”نعم فرنسا موجودة”·
وفي لحظة التلبّس بالجرم، يطلق آشياري عيارات الإيذان بالهجوم على المتظاهرين، لتشرع عناصر الدرك والبوليس بالرمي، فيسقط بومعزة عبد الله، المدعو حامد، شهيدا، وصالح كتفي شهيدا ثانيا، بينما يصاب يلس عبد الله، الذي لا يزال على قيد الحياة، في رجله اليمنى، قبل أن ينقل إلى المستشفى، وتتعالى الطلقات الهمجية في كل أرجاء المدينة، لتعلن رصاصات الغدر انطلاقة ليلة سوداء·
تواصل بركان الدماء اعتبارا من ذلك الثلاثاء الأسود، فمن التوقيفات العشوائية، إلى المطاردات خارج المدينة، إلى القصف بالقنابل للقرى والمداشر، إلى إعدام الأبرياء··، يقول السيد شيهب، الذي كان يعمل بمصالح السكة الحديدية: ”لقد كنا نرى، ونحن نمر على متن القطار، جثثا لرعاة وعزل من السكان مرمية في الخلاء، كما كانت الشاحنات تأتي إلى محطة القطار وتخرج محملة بالعشرات من الموقوفين الذين ينقلون إلى السجن أو الإعدام”·
ويؤكد المجاهد، حاجي عمار، من منطقة لكرابيش بحمام النبائل، بأن المعمر أشمول هجٌر مشتة بكاملها بعد عملية فدائية قام بها الشهيد حجاجي التومي يوم الثامن ماي، فقد صب السفاح جام غضبه على المنطقة وأدخل الرعب في أوساط القرويين·







عمي الهادي يتذكر صور المجزرة بسطيف
”الفرنسيون والمعمرون كانوا يطلقون علينا النار من الشرفات”






مازال عمي محمد الهادي شريف، المدعو جنادي، يتذكر أحداث الثامن ماي 45 دقيقة بدقيقة، رغم ثقل أعوامه الأربعة والثمانين، وتأثيرها على السمع والبصر والذاكرة؛ حيث قال لنا ”أنا لا أتذكر وجبة العشاء ليوم أمس، غير أنني أتذكر أحداث الثامن ماي من بدايتها إلى نهايتها”·
عاد بنا السيد محمد الهادي شريف إلى بداية شهر ماي من عام 1945 حين كان سنه 22 ربيعا، حينما بدأت الترتيبات لتنظيم مسيرة سلمية بمدينة سطيف كان هدفها استقبال الجنود الجزائريين الذين شاركوا في حرب الحلفاء ضد ألمانيا النازية، وكذا تقديم لائحة مطالب تذكر فرنسا والحلفاء بتعهداتهم بمنح كل الشعوب المستعمرة التي ساعدتهم على الوقوف في وجه النازية استقلالها·
يقول عمي الشريف ”تم توجيه عمي محمد نحو خلية جمع الأعلام الوطنية للحلفاء من مقر مركز إعلام الحلفاء الكائن بمحاذاة مقر الأروقة الجزائرية، الذي حول مؤغير جيد إلى مساحة للانترنت، وتم جلب ستة أعلام للدول الحليفة بما فيها العلم الفرنسي· وتكفل عمي محمد بحفظها في منزله قبل يومين من موعد المسيرة الذي تقرر يوم الثلاثاء المصادف للثامن ماي سنة 1945، وكان يوم سوق أسبوعي للمواشي والخضر· كما كلف الطيب دومي، وكان يملك محلا للخياطة بشارع الريفالي، بصنع علم جزائري صغير وفق الشكل والصورة التي وضعها له السيد سليمان بلة، والذي تكفل بحفظه بمنزله، فيما تقدم السيد عبد القادر يعلى بطلب رسمي لرئيس دائرة سطيف، الفرنسي بيترلان، والذي وافق على ذلك بشرط جعلها سلمية ومدنية”·
ويستطرد عمي محمد قائلا ”وجاء اليوم الموعود، حيث تجمع المئات من المواطنين أمام مسجد الشيخ رابح بن مدور، المعروف حاليا بمسجد أبي ذر الغفاري، وقام المنظمون بتفتيش المواطنين وتجريدهم من العصي والهراوات والأسلحة البيضاء المتمثلة أساسا في خنجر البوسعادي؛ حيث احتفظ بها داخل المسجد، ليتم تقديم أطفال الكشافة وبعض تلاميذ المدارس إلى مقدمة المسيرة، فيما تم تكليف السيد العيد شراقة بحمل العلم الوطني نظرا لكونه أطول واحد ضمن المشاركين بالمسيرة· وانطلق بعد ذلك الجمع من أمام المسجد المتواجد على بعد حوالي 100 متر من مقر الولاية حاليا، نحو شارع قسنطينة، وبالضبط قرب المكان المسمى عين مزابي· وهو معروف لحد الساعة بنفس الاسم· وكان أطفال الكشافة يرددون أناشيد كثيرة منها ”حيوا الشمال الإفريقي” و”كشاف هيا طلق المحيا” و”من جبالنا””·
ثم يعود عمي محمد إلى ذاكرته ويقول:”وحين وصولنا إلى مفترق الطرق بشارع قسنطينة، وبالضبط بالقرب من مقهى مارتيناز، محل بي سي آر، حاليا، فاجأتنا سيارة الشرطة القضائية من نوع ”سيتروان ” وعلى متنها خمسة أفراد يقودهم المحافظ أوليفيري؛ حيث أغلقوا الطريق بعد أن تركوا الكشافة يمرون ليحاولوا بعد ذلك نزع العلم من السيد شراقة الذي سقط أرضا وتناول بعده الشهيد سعال الراية الوطنية ليدخل في عراك مع المحافظ الذي أخرج سلاحه الناري وأطلق عليه الرصاص· وهنا بدأ الرصاص يطلق من كل الشرفات والمحلات التي يملكها الفرنسيون والمعمرون· وقد أصبت أنا في رجلي اليمنى ليتم نقلي بواسطة سيارة كان يملكها أحد الجزائريين نحو المستشفى؛ حيث كنت أول مصاب يصل، فتم نزع الرصاصة من رجلي وخيط الجرح ثم حاولت العودة إلى منزلي، وفي الطريق صادفت ثلاثة جزائريين منهالين على شيخ فرنسي كنت أعرفه ضربا فنزلت من السيارة وخلصته منهم، ثم أوصلته إلى بيته، ودخلت بعد ذلك بيتي· غير أن أفراد الشرطة القضائية قاموا باعتقالي بعد حوالي ساعتين واقتادوني إلى مقرهم تم نقلت رفقة مجموعة كبيرة من إخواني إلى الثكنة العكسرية، مكان تواجد حظيرة التسلية حاليا· وهناك مورس علينا أشد العذاب على أيدي رجال الدرك· وكان معنا الكاتب كاتب ياسين، الذي كان طالبا بثانوية ”البارتيني”، القيرواني حاليا، ليتم إطلاق سراحنا بعد حوالي ستة أشهر”·







الشيخ لكحل يروي لـ”الخبر” فصولا من الجريمة
”بقروا بطون النساء وحوّلوا جثث الأبرياء إلى رماد”






يقول الشيخ لكحل ”كنت رفقة العديد من الشبان، وأنا ابن الـ 23 ربيعا، أعمل عند لافي، وهو أحد كبار المعمّرين بهليوبوليس· وكان هذا الأخير قد استولى على ضيعة للجزائريين، ضاحية قرية حمام برادع، وأقام بها فرنا لصنع الجير، كما أنشأ مطحنة للقمح، معروفة اليوم بمطاحن مرمورة· ولما اشتدت التوقيفات في الأيام الموالية ليوم الثامن ماي، اضطررت رفقة أخي صالح إلى الانقطاع عن العمل هروبا من الموت· وبعد استفسار أحد الإيطاليين، وكان يدعى ياكونو، والدتنا عنا، في أثناء مرورها بمحاذاة ”الفيرمة”، نصحها بأن تفرض علينا الهروب إلى حين تهدأ آلة التقتيل· وأمام تصاعد موجة التقتيل داخل ”فيلاج هيليوبوليس” بمشاركة إيطاليين مساجين عند المعمر لافي، فررنا إلى فيرمة ”شهابة”، ومنها إلى ”لمحادبة”، بعد أن شحذنا سكاكيننا وشواقيرنا”·
قتل 14 امرأة في ليلة واحدة
بلغت الوحشية بمجرمي الاحتلال، عندما عجزوا عن ملاحقة الرجال إلى الجبال المجاورة لمنطقة بوقرقار، خارج مدينة هليوبوليس، السطو على بيوت معزولة وقتل وبقر بطون ما لا يقل عن 14 امرأة في عشية واحدة، يقول الشيخ لكحل، قبل أن يضيف ”وكان السفاح المعروف بـ”حمر زديرة”، الذي لم يسلم من بشطه حتى أخوه لخضر، ومعه السفاح اشمول، صانع هذه المجزرة التي بقرت فيها البطون”·
فجأة يتوقف الشيخ عن الحديث، وتحمر عيناه، تأخذه رجفة، ينهض متكئا على عصاه قبل أن يهم بالقول ”الكحلة··، الكحلة··”، لم نفهم شيئا من صرخته التي ألفها أهل هليوبوليس، حتى تقدم منه أحد باعة السجائر يهدئ من روعه إلى أن استرجع وعيه، فهمنا بعدها بأن صيحته تعني الطائرات المقنبلة لقرية حمام أولاد علي من ذات البلدة، ولبعض المداشر والدواوير·
لم يشف السفاح أندري آشياري بميليشياته غليله من المواطنيين، رغم تحويل مسيرة الشرف والحرية إلى سيول من الدماء داخل مدينة فالمة، فراح يجمع المساجين والموقوفين من مناطق بلخير وهيليوبوليس وقلعة بوصبع وبومهرة أحمد، لينقلهم ليلا على متن شاحنات لافي إلى كاف البومبة، الموجود في مدخل هليوبوليس بمحاذاة وادي سيبوس، وإعدامهم جماعيا، قبل أن يلقي بجثثهم إلى أسفل الجبل·
وقد عمد صناع الإبادة أول الأمر، إلى ترك الجثث متراكمة لترهيب السكان، ثم راحوا يوارونها شيئا فشيئا بسواعد جزائرية· لقد كان العدد كبيرا جدا، يقول الشيخ لكحل، ولا يمكن لأحد حصره في رقم معين، ”لكن أؤكد لكم بأن من أعدموا بكاف البومبة يعدون بالمئات، ومن شنقوا بجسر وادي سيبوس المحاذي له كذلك، وبمدخل فالمة، على مقربة من مقر مديرية الحماية المدنية اليوم، أيضا على غرار خليفة قروي وبشكر لخميسي وطاوغي لحسن، وأسماء أخرى كثيرة لا أذكرها··· واستمر التقتيل بهذه الطريقة الوحشية في كاف البومبة لأكثر من أسبوعين”·
واد سيبوس شاهد على رماد الجثث
لما علم المجرمون بقدوم لجنة تحقيق أوروبية لمعاينة المجازر، سارعوا إلى المقابر الجماعية بكاف البومبة ليلا، وأخذوا بإخراج الجثث ونقلها على متن شاحنات المعمر لويس لافي إلى” قمينة الجير” الكائنة بضيعة هذا الأخير، ضاحية قرية حمام برادع، وتحت جنح الظلام، لتبدأ المحرقة·
ويذكر الشيخ لكحل بأن لافي طلب من الجزائريين العمال عنده بإحضار الحطب ”ولم نكن ندري في بداية الأمر بأنه لحرق إخواننا··” يتوقف قليلا ثم يواصل، وقد احمر وجهه الشاحب واغرورقت عيناه بالدموع: ”كان الرماد الناتج عن حرق الجثث بفرن الجير، ينقل عبر شاحنات للمعمر لافي، فيرمي على ضفاف وادي سيبوس ليلا، لمحو آثار التقتيل والتنكيل الهمجي”·







أهلُها كبّدوا فرنسا خسائر فادحة
عين الكبيرة لم تكتف بالبكاء فقرّرت المقاومة






يجمع من عاشوا يوم 8 ماي 1945 بـعين الكبيرة أن الذي نقل خبر بداية الأحداث من سطيف هو المرحوم ضيافات عمار، المدعو عمار العدواني، الذي جاء بسيارته التي وقع لها عطب في العجلات تجاهلها السائق ليتمكن من الوصول إلى مدينة عين الكبيرة حيث نادى بصوت مرتفع ”الله أكبر··” ويروي لهم ما حدث بمدينة سطيف ويخبرهم بمقتل الحاكم والخليفة بدوار الضيافات· وهو الطريق المؤدي إلى المدينة·
وكان ذلك على الساعة الثانية زوالا، فبادر السكان إلى مهاجمة مركز البريد والمواصلات فقتلوا قابضه بيار صوبان وابنه وقطعوا الاتصال الخارجي، لينتقلوا بعدها إلى مخزن الأسلحة الذي فتحه الحارس عمار بوفندورة وتمكنوا من الاستيلاء على الأسلحة والذخيرة الحربية منها 75 بندقية وحوالي خمسة صناديق للذخيرة·
بدأت مشادات عنيفة بين السكان والمستوطنين، تبادلوا فيها طلقات النار مما أدى إلى سقوط 15 معمرا، وفي بعض الروايات 17 قتيلا من بينهم المعمر الكبير فابر هنري الذي قتل مع حارسين عسكريين وموريل أودلف أليكسي وكارمي شارل·· أما بقية المعمّرين فقد اختبأوا في خندق بدار أحدهم وفكر الثائرون بعد معرفة المكان في الحصول على البنزين من مكتب الحاكم لحرقهم إلا أن وصول الشاحنات العسكرية حال دون ذلك؛ حيث تأهب المتظاهرون لمواجهتها فكانت النتيجة إصابة أحدهم وفي نفس الوقت وصل سرب من الدبابات إلى مشارف المدينة إذ حاول ثلاثة مواطنين التصدي لها ليتمكن من كانوا داخل المدينة من الفرار قبل أن تبدأ الدبابات في عملية القصف·
وفي الوقت نفسه فر السكان إلى المناطق المجاورة قبل وصول النجدات العسكرية· غير أن زوجة الحاكم وقوة عسكرية انتقلت إلى أولاد عدوان ”الشرشور” لتثأر لزوجها، فأمرت بحرق دشرة بأكملها حيث قتل 17 شخصا، وبعد إدراك مقتل زوجها بجهة أخرى بـ ”قرية الضيافات” انتقلت إليها مباشرة لترتكب نفس الجرائم·
وفي اليوم الموالي، انتهجت فرنسا سياسة الترغيب والترهيب في حق السكان، ففي بادئ الأمر اعتمدت على دور ”القياد” الذين رفعوا رايات بيضاء مطالبين السكان بالاستسلام وتسليم المشاركين في الأحداث لتتوالى الاعتقالات الواسعة للسكان الذين بقي معظمهم في حالة فرار حتى الاستقلال· وقامت قواتها العسكرية البرية والجوية بما فيها اللفيف الأجنبي بتدمير القرى والمداشر التي فر إليها سكان البلدة، وارتكبت مجازر رهيبة في حقهم ليستمر الوضع على هذه الحال لأكثر من أسبوعين·







مهري وغاليسو من ملتقى مجازر 8ماي بفالمة
”الجريمة قائمة مهما قلّلت فرنسا من عدد الضحايا”






أجمع السيد عبد الحميد مهري والمؤرخ الفرنسي روني غاليسو، خلال أشغال الملتقى الدولي الخامس، الذي افتتح أمس، بجامعة 08 ماي في فالمة، على أن مسألة الاختلاف في عدد قتلي الوحشية والهمجية الفرنسية، لا يحجب قيام الجريمة، على أن النية والطريقة التي استعملتها الإدارة والجيش الفرنسيان في مواجهة مظاهرات ماي 45 هي ”جريمة ضد الإنسانية”·
تعرض السيد عبد الحميد مهري أمس، لدى افتتاح الملتقى الدولي حول مجازر 8ماي بفالمة، لأجواء الفشل السياسي والاجتماعي الذي انتاب فرنسا قبل المجازر الدامية، والذي كان سببا في تشديد الخناق على الوطنيين، وتوليد حالة من الفقر والحرمان والأمراض الفتاكة، مقدما شهادته على مشاركته في جميع جثث الموتى من الأرصفة بمنطقة وادي الزناتي ودفنها· وقال مهري بأن الأوضاع الاجتماعية المتردية أمدت الشعب بتجنيد غير مسبوق، سيما أهالي الأرياف في حركة الوطنية ”ما دفع إلى تنظيم مظاهرات من الوطنيين قررتها حركة أحباب البيان، ودعت إلى تعميمها على جميع المناطق لتخفيف الضغط عن مناطق فالمة، سطيف وخراطة”· وأكد مهري حول الأحداث بوادي الزناتي، بأن المظاهرة كانت سلمية، وأن بعض الوافدين من الأرياف المسلحين أقنعوا بترك أسلحتهم مما جنّب المنطقة دماء كثيرة في ذلك اليوم· غير أن الخديعة وقعت فيما بعد بقتل عزل بالمنطقة”·
ليخلص إلى انه ”مهما حاولت فرنسا تقليص عدد القتلى خلال مجازر ماي، فإن الجريمة تظل قائمة”· أما الفرنسي ”روني غاليسو” فركز على المسار الإجرامي لـ”أندري أشياري، الذي كان نائب عامل العمالة بفالمة، أحد صانعي، الموت بوحشية خلال المجازر· مفيدا بأن السفاح أشياري قام بعمليات إجرامية قبل ذلك، كما حدث بالعاصمة سنة ,1942 والتي تعد إرهابا بالمفهوم المعاصر”· مضيفا أن المسار العائلي له حافل بالجرائم من جهة أبيه، ليو أشياري اليهودي الأصل·
وخلص غاليسو في مداخلته إلى تأكيد ما ذكره مهري بخصوص الرقم المتعلق بعدد القتلى· مفندا رقم اليمين الفرنسي القائل بـ6000 إلى 12000ضحية جزائرية، وضاربا مثالا ببعض المصادر المستقلة كـ”جاك بالانش” الذي أحصى ما لا يقل عن 30 الف· وهو الرقم الذي أثار جدلا داخل البرلمان الفرنسي آنذاك· وقال غاليسو ”مهما تم الاختلاف حول عدد القتلى، فإن الجريمة ضد الانسانية تظل قائمة”·








9 ماي 1945
عندما التحقت ”فج مزالة” بانتفاضة الشرفاء



حدث في بلدية فج مزالة المختلطة ما حدث في غيرها من المدن الجزائرية الأخرى· وكان ذلك يوم الأربعاء 09ماي 1945، بعدما علمت الجماهير بما وقع في اليوم السابق في مدينة سطيف وخراطة وغيرها· وكان من الذين دعوا إلى الجهاد في سبيل الله المرحوم ”مروج عمار”؛ حيث كان متّجها إلى مدينة العلمة للتسوق، ولما علم أثناء الطريق بما وقع في سطيف وغيرها، عاد ادراجه، وهو يذيع النبأ ويدعو للاستنفار والجهاد في سبيل الله ببلدية فج مزالة المختلطة· وانتشر الخبر بسرعة البرق في مختلف المشاتي، كما قام من جهته مرمول الحاج امحمد يحث الهمم ويدعو إلى الجهاد في سبيل الله؛ فهبت الجموع من كل حدب وصوب من مختلف الطبقات؛ كل يحمل ما لديه من السلاح، بنادق صيد أو سيوفا أو حتى عصيا·· وقد شاهدت فعلا مروج عمار ممتطيا حماره، وهو يحمل بندقية صيد وينادي بالجهاد في سبيل الله· كما شاهدت الحاج أحمد، كبير عائلة مرمول آنذاك، ممتطيا بغلا، ويحمل بندقية صيد امامه ويحث كل افراد العائلة على التوجه إلى فج مزالة للجهاد في سبيل الله·
لقد تقاطرت الجموع الغفيرة من مختلف المشاتي والدواوير؛ من دوار تسدان ودوار المنار ودوار الروسية ودوار معاوية وغيرها، وهي زاحفة على فج مزالة مرورا ببلدية العياضي برباس؛ حيث الطريق الرئيسي المؤدي إلى فج مزالة· وكان ذلك يوم الأربعاء 9ماي· فتم قتل حارسي الغابة شرقي جبال الحلفاء بمكان يسمى (الفجيج) واتجهت الجموع الغفيرة نحو فج مزالة·
ولما وصلت الطلائع الأولى من هذه الجموع ولاحظت
الإدارة الاستعمارية كثرة الوافدين، والحال أن ذلك الوضع غير معتاد لأن السوق الأسبوعي هو يوم الجمعة، وعرفت من طرف مخابراتها القصد من ذلك، عمد المتصرف الإداري بالنيابة (شمبرنير) بمعية القاضي (شادل فالي) إلى تشكيل وفد من بعض أعيان المدينة واتجه الجميع إلى جسر واد بوصلاح غربي المدينة على بعد نحو 800م وحاول تهدئة الجماهير الغاضبة بأنه سوف يوفر لهم السميد والأقمشة، فأجابوه قائلين بأننا نريد الجهاد في سبيل الله· كل ذلك بتحريض من مروج عمار· ولما خشي اعضاء الوفد على أنفسهم، عادوا ادراجهم من حيث أتوا· وعند ذلك شرع الفرنسيون في التحصّن بالمقرات الإدارية بالمحكمة والبرج الإداري والمدارس وغيرها، وتم استنفار رجال الدرك وكان مقرهم برجاص (وادي النجا حاليا) على بعد حوالي 15 كلم لحراسة مركز البريد من الداخل ومعهما محاسب البريد، دركيان أحدهما جزائري يقال له (بشوش) والثاني أوروبي يقال له (فيال)· وهذا حسبما رواه شهود عيان·
ولما أسدل الليل ستاره وتكاثرت جموع الثّائرين بدأ الهجوم بأسلحة الصيد على البرج الإداري والمحكمة، وغيرهما، فطلب المحاصرون النجدة من قائد الحامية العسكرية في قسنطينة الجنرال ”دوفال” فأجابهم بأنه لا يستطيع أن ينجدهم ليلا ودعاهم إلى الصبر والشجاعة إلى الغد· وقد حاصر مركز البريد بعض الثائرين وعمدوا إلى إشعال النار في بابه الخارجي بواسطة البنزين· وفي نفس الوقت كان بداخله الدركيان آنفي الذكر· وعند ذلك فتح الدركي الذي هو من جنسية جزائرية كوة من القرميد في السقف وأطلق النار على احد المحاصرين هو الشاب (باز أحمد) فأراده قتيلا فتفرق المحاصرون وحملوا جثة الشهيد ووضعوها بساحة مريم العذراء (ساحة الشهداء حاليا)، ولما أصبح الصباح وعرفت هوية الشهيد وذهب بعض الميليشيات من المعمرين إلى منزل عائلته بالقرب من مدينة فرجيوة وأضرموا فيه النار قبل أن تصل قوات النجدة العسكرية من قسنطينة·
هذا، ومما ورد في صحيفة برقية قسنطينة بعد هذه الأحداث بأسلوب ساخر ما مضمونه ”مروج عمار ركب الحمار وتوجه إلى فج مزالة ليحارب فرنسا!” والحال انه كانت وسائل نقله الحمار، فما بالك لو كان غير ذلك؟
بالرغم من وصول القوات العسكرية من قسنطينة يوم 10 ماي 1945، فإن المعمرين كانوا شكلوا ميليشيات مسلحة· وبالتالي بدأت المتابعات لمعرفة المشاركين في الهجوم؛ حيث القي القبض على المئات منهم· وقد شاهدت قائد دوار الروسية آنذاك ”فلان” حينما جاء إلى قريتنا ومعه قوة مدنية من بعض أعيان دوار راس فرجيوة لإلقاء القبض على المتهمين من آل مرمول، وقد هدد ببندقية الصيد بعض الذين تباطأوا في الانصياع لأوامره فاقتاد ثمانية منهم (سوف تأتي اسماؤهم لاحقا) مع غيرهم من الذين حكم عليهم بالسجن لمدد مختلفة·
وخلال ثلاثة أيام من شهر سبتمبر 1945 انعقدت المحكمة العسكرية بقسنطينة لمحاكمة 57 متهما أفرج عن 27 منهم وحكم على الباقين بأحكام مختلفة بالمؤبد وبالأشغال الشاقة·
إن انتفاضة 08 ماي 1945 في الجزائر تعتبر البذرة الأولى لثورة .1954 فهي الأرضية الصلبة لها· إذ بفضلها اتضحت الرؤية لدى جميع التيارات السياسية الوطنية بأن التخلص من الاستعمار الفرنسي لا يأتي إلا عن طريق القوة ووحدة الصف· ومن ثم بدأ فصل جديد في الاستعداد لليوم المشهود المنتظر، وهو أول نوفمبر.1954
* جامعة منتوري بقسنطينة







نقلا عن جريدة الخبر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sadakasoft.yoo7.com
sara hajer
صديق ذهبي
صديق ذهبي
sara hajer


البلد : الجزائر
الهواية : ذكرى مجازر 8 ماي 1945 بالجزائر  Readin10
عدد المساهمات عدد المساهمات : 7254
الجنس : انثى
نقاط : 14311
السمعة السمعة : 116
العمر : 53
الموقع الموقع : الجزائر

ذكرى مجازر 8 ماي 1945 بالجزائر  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكرى مجازر 8 ماي 1945 بالجزائر    ذكرى مجازر 8 ماي 1945 بالجزائر  Emptyالثلاثاء مايو 08 2012, 13:52

ذكرى مجازر 8 ماي 1945 بالجزائر  876image

1 الطريق إلى أحداث الثامن ماي
1ـ الوضع في الجزائر قبل مجازر 8 ماي 1945:
كانت الجهود مبذولة بين أعضاء أحباب البيان والحرية لتنسيق العمل وتكوينجبهة موحدة، وكانت هناك موجة من الدعاية انطلقت منذ جانفي 1945 تدعوا الناس إلىالتحمس لمطالب البيان. وقد انعقد مؤتمر أحباب البيان الذي أسفر عنه المطالبة بإلغاءنظام البلديات المختلطة والحكم العسكري في الجنوب وجعل اللغة العربية لغة رسمية، ثمالمطالبة بإطلاق سراح مصالي الحاج. وقد أدى هذا النشاط الوطني إلى تخوف الفرنسيينوحاولوا توقيفه عن طريق اللجان التي تنظر إلى الإصلاح، وكان انشغالهم بتحرير بلدهمقد أدى إلى كتمان غضبهم وظلوا يتحينون الفرص بالجزائريين، وكانوا يؤمنون بضرورةالقضاء على الحركة الوطنية
2- مظاهر الاحتفال بنهاية الحرب الثانية:
كانزعماء الحركة الوطنية يحضرون إلى الاحتفال بانتصار الحلفاء على النازية، عن طريقتنظيم مظاهرات تكون وسيلة ضغط على الفرنسيين بإظهار قوة الحركة الوطنية ووعي الشعبالجزائري بمطالبه، وعمت المظاهرات كل القطر الجزائري في أول ماي 1945.. ونادىالجزائريون بإطلاق سراح مصالي الحاج، واستقلال الجزائر واستنكروا الاضطهاد ورفعواالعلم الوطني، وكانت المظاهرات سلمية. فيما ادعى الفرنسيون أنهم اكتشفوا (مشروعثورة) في بجاية خاصة عندما قتل شرطيان في الجزائر العاصمة.. فبدأت الاعتقالاتوالضرب وجرح الكثير من الجزائريين.
ولما أعلن عن الاحتفال الرسمي يوم 7 ماي، شرعالمعمرون في تنظيم مهرجان الأفراح، ونظم الجزائريون مهرجانا خاصا بهم ونادوابالحرية والاستقلال بعد أن تلقوا إذنا من الإدارة الفرنسية للمشاركة في احتفالانتصار الحلفاء.
3- المظاهرات:

خرج الجزائريون في مظاهرات في يوم 8 ماي 1945 ليعبروا عنفرحتهم بانتصار الحلفاء، وهو انتصار الديمقراطية على الدكتاتورية، وعبروا عن شعورهمبالفرحة وطالبوا باستقلال بلادهم وتطبيق مبادئ الحرية التي رفع شعارها الحلفاء طيلةالحرب الثانية، وكانت مظاهرات عبر الوطن كله وتكثفت في مدينة سطيف التي هي المقرالرئيسي لأحباب البيان والحرية، ونادوا في هذه المظاهرات بحرية الجزائرواستقلالها.

4- المجازر :
كان رد الفرنسيين على المظاهرات السلمية التينظمها الجزائريون هو ارتكاب مجازر 8 ماي 1945، وذلك بأسلوب القمع والتقتيل الجماعيواستعملوا فيه القوات البرية والجوية والبحرية، ودمروا قرى ومداشر ودواوير بأكملها. ودام القمع قرابة سنة كاملة نتج عنه قتل أكثر من 45000 جزائري، دمرت قراهم وأملاكهمعن آخرها. ووصلت الإحصاءات الأجنبية إلى تقديرات أفضع بين 50000 و70000 قتيل منالمدنيين العزل فكانت مجزرة بشعة على يد الفرنسيين الذين كثيرا ما تباهوا بالتحضروالحرية والإنسانية.

-2-


- في انتفاضة شعبية ثانية عقب أحداث 08 ماي
1945
"فج أمزالة".. الأحداث المجهولةعرف الكثيرون تفاصيل عديدة عن أحداث 8 ماي 1945 التيوقعت بكل من سطيف، خراطة وقالمة غير أن القليلين فقط من يعلم بأحداث "فج أمزالة" (فرجيوة حاليا) دوار المنار تسدان والعياضي التي وقعت في اليوم الموالي أي فيالتاسع من ماي 1945، ففي ظهيرة ذلك اليوم تجمع المئات من سكان هذا السهل ومن مناطقأخرى قريبة كائنة بجسر بوصلاح الذي يقع على بعد 800 متر من المدينة في انتفاضةشعبية عارمة جاءت كرد فعل على المجازر التي اقترفتها قوات الاحتلال الفرنسي بمنطقةسطيف القريبة في الثامن ماي.
حمية الجزائريين دفعت بهم إلى الخروج من جديد فيمظاهرات منددة بالجرائم التي ترتكب في حق المدنيين بعد الأحداث التي أودت بحياةالكثيرين في تاريخ الثامن من ماي سنة 1945 وهو ما أكده المجاهد إبراهيم عليوش الذيشارك في أحداث فج مزالة وأدخل سجن "لامبيز" (باتنة).
ينضم إلى صوت قائد ذاكالتجمع أصوات شهادات أخرى لا يزال أصحابها على قيد الحياة وعايشوا تلك الأحداث.. فرووا بإسهاب عن تلك الانتفاضة التي دفعت بهم إلى رفع صوتهم أكثر في وجه المستعمرالظالم من خلال رفعهم للعصي والسلاح الأبيض وبعض بنادق الصيد ليقررواالمهاجمة.
ونظرا لتلاقي المشاعر والمواقف الوطنية الجياشة لم تكن فرجيوة وحدهايومها في مواجهة الاستعمار رغم ما سلط عليها من قهر بلغ أوجه في الأيام المواليةكما سجل التاريخ في اليوم نفسه (9 ماي 1945) انتفاضات مماثلة بكل من دوار المنارتسدان، دوار المنار والعياضي من خلال هجمات على مراكز حراس الغابات أسفرت عن سقوطقتلى وتخريب وحرق ممتلكات تابعة لمعمرين. وقد دفعت تلك المناطق ذات التضاريس الوعرةخلال شهر ماي من نفس السنة ثمن تحديها للإرادة الاستعمارية وذلك باستشهاد ما يقارب 600 شخص واعتقال 300 آخرين وكذا حرق قرى ودواوير بأكملها.
تواصلت لاحقاالمتابعات الاستعمارية ضد كل المنتفضين وقاموا في شهر سبتمبر 1945 بالمحكمةالعسكرية لقسنطينة بإجراء محاكمة 57 متهما أطلق سراح 30 منهم، فيما حكم على الباقينبأحكام قاسية. وبغرض مواجهة احتمالات التمرد والمقاومة الشعبية بنت السلطاتالاستعمارية الفرنسية سنة 1952 "السجن الأحمر" وهو اليوم يحتضن تراث ومآثر الثورةالمظفرة بالمنطقة.


كتبوا عن المجازر:
الكاتب الفرنسيفرانسيس زانمبوني:
"ما عاشته الجزائر يماثل المجازر المرتكبة ضد الهنودالحمر"

في رواية أصدرها الكاتب والمؤرخ الفرنسي فرانسيسزانمبوني واختار لها عنوان "جزار قالمة" نجد الكثير من التفاصيل التي رصدها الكاتبمن خلال تسجيل الأحداث البشعة التي ارتكبتها السلطات الفرنسية في الجزائر طوال فترةاستيطانها. وبين طيات صفحات كتابه الجديد كتب هذا المؤرخ "لقد عاش الجزائريون خلالالفترة الاستعمارية نفس الذي عاشه الهنود الحمر في الولاياتالمتحدة".
ملخص الرواية يشي بالكثير من الأحداث التي رغبت أطراف سياسيةفرنسية بتغطيتها والتستر عليها، فتحكي الرواية حياة نائب محافظ في سطيف في فترةالأربعينيات والذي يعود إلى الجزائر بعد مرور 60 سنة عن أحداث 8 ماي ويتم إيقافه فيالمطار بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، ليدلي لاحقا بشهادته الكاشفة عن الجرائمالتي ارتكبتها سلطات الاحتلال الفرنسي ومعها السلطات الأمريكية التي قررت غض البصرعن تلك الأحداث الفظيعة والتي أودت بحياة عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء.
المؤرخ أمريكي لوران، مبديا استغرابه من تعتيم المجازر:
"التاريخيكتبه المنتصرون"

لم يخف هذا المؤرخ ذهوله من حجم البشاعة التيطالت الجزائريين في تاريخ 08 ماي 1945 من خلال تلك المجازر التي قال عنها "عندماعلمت بتك الأحداث صدمت كثيرا لسببين: أولا لبشاعتها، وثانيا لأنني لم أسمع بها منقبل وأنا الذي كتبت وقرأت عدة كتب في التاريخ". كما أعلن هذا المؤرخ الذي زارالمتحف الوطني للجيش بالجزائر بأن كل ما يعرفه كان منصبا في الاحتفالات التي عرفهاالعالم بانتصار الحلفاء، دون أن يسمع بالمجازر التي وقعت في الجزائر. فقال معلقا أنالتاريخ يكتبه المنتصر وهو ما يعني أن التاريخ ليس دقيقا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هداية بسملة
صديق ذهبي
صديق ذهبي
هداية بسملة


البلد : الجزائر
الهواية : ذكرى مجازر 8 ماي 1945 بالجزائر  Painti10
عدد المساهمات عدد المساهمات : 5158
الجنس : انثى
نقاط : 9688
السمعة السمعة : 110
العمر : 53
الموقع الموقع : صداقة سوفت

ذكرى مجازر 8 ماي 1945 بالجزائر  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكرى مجازر 8 ماي 1945 بالجزائر    ذكرى مجازر 8 ماي 1945 بالجزائر  Emptyالثلاثاء مايو 08 2012, 17:12

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ذكرى مجازر 8 ماي 1945 بالجزائر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ذكرى مجازر 8 ماي 45 بالجزائر
» مجازر 8 ماي 1945
» ذكرى حوادث 8 ماي 1945
»  تلخيص درس الحركة الاستعمارية 1939/1945
» هل أنت مهتم بالجزائر ؟ أبو الدنيا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى صداقة سوفت :: ¯°·.¸¸.·°¯°·.¸¸.·°¯ الثقافة والإعلام و التاريخ ¯°·.¸¸.·°¯°·.¸¸.·°¯ :: ۩ حدث في مثل هذا اليوم ۩-
انتقل الى: